وفاة الكاتب الصحفي محمد بن عبداللطيف آل الشيخ
رحل الكاتب السعودي محمد بن عبداللطيف آل الشيخ يوم الثلاثاء وهو الذي اشتهر على مدى ما يقرب من 20 عامًا بمحاربة الظلام والظلاميين وترك أثرًا كبيرًا من خلال مقالاته في الصحافة السعودية وتغريداته على منصات التواصل الاجتماعي في رحلة التنوير في المملكة العربية السعودية.
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ جاء من خلفية في عالم الأعمال والتجارة إلى عالم الصحافة والكتابة كانت له خبرة واسعة في كل من عالم المال والأعمال وعالم الفكر والصحافة مما جعله قادرًا على طرح أفكاره بوضوح وإقناعية ودعمها بحجج قوية ودلائل مقنعة .
وكان الراحل أيضًا ناشرًا من الرواد في الأدب خاصة في الأدب الشعبى حيث كان يرأس مجلس إدارة مجلة “قطوف” التي كان يشرف على تحريرها الشاعر فهد عافت بالإضافة إلى مجلة “حياة الناس”.
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ الذي رحل يوم الثلاثاء كان له إسهامات في عالم الشعر الغنائي حيث غنى له عبد المجيد عبد الله في إطلالة سابقة على منصة (إكس) أكد بأن اسمه الشعري المستعار هو “العابر”.
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ اشتهر بمواجهته للتيارات المتشددة في السعودية والعالم العربي بشكل عام يُعتبر من بين الكتاب الذين ساهموا بشكل كبير في كسر حواجز الخوف من هذه التيارات وقد دفع ثمنًا باهظًا لشجاعته في زمن الخوف حيث تم تكفيره وتعرضت صورته الاجتماعية لمحاولات تشويه ومع ذلك نجح في النهاية في ربح المعركة وتأكيد موقفه.
في مقابلة سابقة مع جريدة “عكاظ” قال محمد بن عبداللطيف آل الشيخ: “أتمنى من كل قلبي أن نرى أفلاماً درامية ليس فقط عن الصحوة وإنما عن كل فترات تاريخ المملكة التي تمتلئ بمواقف تاريخية لو تولاها سيناريست مبدع ومخرج محترف هوليوودي مثلاً، لخلق أفلاماً ربما تحصل على جائزة الأوسكار.”
وفي حواره الأخير عبر “عكاظ” قبل رحيله قال: “منذ أن بدأت أكتب زاويتي في جريدة الجزيرة أي منذ ما يقارب العشرين سنة وكنت على يقين منذ البداية أن لا بد لهذا الظلام من نهاية.”
ونعى الصحفي السعودي وناشر “إيلاف” عثمان العمير الراحل محمد بن عبداللطيف آل الشيخ بكلمات مؤثرة قائلاً: “كان نجمًا من إبداع وعطاء ووطن وإصلاح مجتمع وتخيل لمستقبلٍ مضيء.. بل ملاذ له.. هوى.. صعد.. صعد.. كم هو الحزن يسحق القلب حين يصبح جاثمًا فقدناك يا نبيل أيها الوسيم المتعلق بالغد.”
وخلال فترة مرض الراحل أعرب العمير عن حبه وامتنانه لمحمد بن عبداللطيف آل الشيخ، قائلاً: “كم أشعر بالحب والامتنان للرجل القيمة محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ كانت السعودية تسكنه وكان تغييرها إلى الأفضل هو هاجسه وكان الحلم صغيراً لكن تصوره كان كبيراً كان نضاله ضد فكر الظلاميين فاعلاً ومؤثراً وكان بيته مأوى لمن يزور الرياض من مختلف الموانئ وكان يغدق علينا التفاؤل والطموح والنهوض.”
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي والكتاب والأدباء من السعودية والخليج والعالم العربي تعبيرات الحزن والوداع للراحل محمد بن عبداللطيف آل الشيخ مؤكدين دوره البارز في دفاعه عن ثقافة وفكر المملكة والمنطقة ومواجهته للأفكار الظلامية والتطرف.