السعودية تؤكد أهمية تعزيز الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية الحيوية

تأكدت السعودية من أهمية السعي نحو إنشاء فضاء سيبراني آمن وموثوق يعزز النمو والازدهار، مع التركيز على تعزيز الأمن السيبراني لحماية المصالح الحيوية والأمن الوطني للدول. جاء ذلك خلال كلمتها في جلسة نقاشية رفيعة المستوى عقدها مجلس الأمن بعنوان “صون السلام والأمن الدوليين: التصدي للتهديدات الناشئة في الفضاء السيبراني”، بمشاركة كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش.
ورأس وفد السعودية في الجلسة، السفير الدكتور عبدالعزيز بن محمد الواصل، مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وشمل الوفد أيضًا ممثلين عن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني.
ناقشت الجلسة النقاشية المفتوحة رفيعة المستوى التي عقدها مجلس الأمن بشكل أساسي تعزيز فهم مشترك بين الدول حول القضايا المتعلقة بالأمن السيبراني، ودور مجلس الأمن في التصدي للتهديدات السيبرانية. تم التأكيد على مسؤولية مجلس الأمن في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، مع التركيز على خطورة الأنشطة الضارة في الفضاء السيبراني التي قد تؤدي إلى تقويض هذا الأمن والسلام.
مندوب السعودية السفير الدكتور عبد العزيز الواصل أكد على أهمية التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني، مشيرًا إلى إطلاق المملكة للمنتدى الدولي للأمن السيبراني كمنصة عالمية تجمع متخذي القرار حول العالم لمناقشة القضايا الإستراتيجية المتعلقة بهذا المجال. شهدت نسخة المنتدى العام الماضي مشاركة أكثر من 120 دولة، وتأسست مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني بمدينة الرياض بهدف تعزيز الأمن السيبراني على المستوى العالمي والتعاون الدولي في هذا النطاق.
تهدف المؤسسة أيضًا إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء القدرات البشرية للدول والمنظمات الدولية، وشاركت المملكة في تمارين سيبرانية استضافتها أكثر من 40 دولة ومنظمة.
عبد العزيز الواصل أكد حرص السعودية على تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الأمن السيبراني، حيث نتجت جهود المملكة عن إنشاء لجنة وزارية متخصصة للأمن السيبراني تعمل ضمن إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما تم صياغة مقترح من المملكة لإنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي لتعزيز الأمن السيبراني في المنطقة.
تألقت السعودية عالمياً بتحقيقها المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني، وفقاً لتقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، الذي أصدره مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) في سويسرا. تعكس هذه المرتبة التفاني الكبير الذي قدمته السعودية في تعزيز قطاع الأمن السيبراني، بدعم كبير من الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، التي تعزز الابتكار وتدعم ريادة الأعمال والاستثمار، وتسعى لرفع نسبة المحتوى المحلي في هذا القطاع. كما تركز السعودية على بناء الكفاءات الوطنية المتخصصة لتلبية الاحتياجات المحلية في مجال الأمن السيبراني، وذلك بهدف تعزيز منظومة هذا القطاع، والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة، وتحقيق رؤية لفضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق به.
الهيئة الوطنية للأمن السيبراني هي الجهة المعنية والمرجع الوطني في مجال الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية. تهدف الهيئة إلى تعزيز حماية المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني، بالإضافة إلى حماية البنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية. كما تضطلع الهيئة بمسؤولية تمثيل المملكة في المنظمات والهيئات واللجان والمجموعات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الصلة بالأمن السيبراني، وتتابع تنفيذ التزامات المملكة الدولية المتعلقة بالأمن السيبراني.