مجلس الأمن يعتمد مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة المقدم من الرئيس بايدن
يوافق مجلس الأمن الدولي، يوم الإثنين، على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة، يدعم مقترحاً قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
أقر مجلس الأمن المشروع بتصويت 14 دولة، مع امتناع روسيا عن التصويت. ويمثل هذا التبني المرة الأولى التي يدعم فيها مجلس الأمن خطة لوقف إطلاق النار في غزة منذ بدء الحرب قبل أكثر من 8 أشهر.
يتضمن القرار تفاصيل المقترح، وينص على أنه إذا استمرت المفاوضات لأكثر من ستة أسابيع في المرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيظل سارياً حتى انتهاء المفاوضات.
في مارس، طالب مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
في مقابلة على قناة “سكاي نيوز عربية”، أوضح كوبي لافي، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن هناك نية لوضع حركة حماس في موقف محرج من خلال مشروع القرار الأميركي، الذي يأتي بطلب إسرائيلي، نظرًا لموقف حماس المستمر برفضها للسلام مع إسرائيل وتواجدها في المنطقة.
تسعى حماس حاليًا إلى التهدئة نتيجة للأزمة العسكرية التي تواجهها. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون الحل في يد حماس وحدها. بل يكمن لدى النظام الإيراني الذي يدرك وجود توافق دولي واسع حول الموضوع، وهذا لا يعني استبعاد إسرائيل، بل على العكس، فإن لدى إسرائيل تحالفات قوية تدعم موقفها.
الرفض يعتبر جزءاً أساسياً من السياسة والديناميات السياسية. لو كانت إسرائيل قادرة على توحيد موقفها والتعبير بصوت واحد عن دعمها للخطة التي تم رفضها من قبل الطرف الآخر، لكانت الديناميات مختلفة قبل تحرك جو بايدن.
تتشارك الولايات المتحدة وإسرائيل قيمًا مشتركة، وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات الحالية بينهما، إلا أن هذا لا يلغي الأسس والقيم المتينة والتي تمتد على مدى طويل والتي تجمع بين البلدين.
بالرغم من جهود الوسطاء، فإنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق كاف مع المنظمة الإرهابية. ومن وجهة نظر الكاتب والباحث السياسي، أحمد زكارنة، يرى أن عدم صدور إدانة قوية تجاه حماس خلال مناقشتها في مجلس الأمن يعكس أن حماس أصبحت لاعبًا رئيسيًا في المنطقة.
تؤهل الدور الحالي لحركة حماس لأداء أدوار مستقبلية هامة، حتى وإن لم تكن تلعب دورًا محوريًا في الوقت الحالي.
تقود الإدارة الأميركية، بالتعاون مع حلفائها البريطانيين والألمانيين والفرنسيين، عملية خداع استراتيجي بهدف تحقيق هدفين رئيسيين.
الهدف الأول هو إنقاذ المشروع الاستعماري الممثل في دولة إسرائيل، التي تعاني الآن من نقص في عناصر التأسيس والوظيفة.
الهدف الثاني يتضمن الحفاظ على الهيكل الهش للدولة الإسرائيلية، حتى ولو كان ذلك على حساب الحكومة الحالية، من خلال تقويضها وكبح تطرفها، مما ينتظر تغييراً داخلياً محتملاً.
هذا النهج يأتي في سياق محاولة إعادة ترتيب المنطقة لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد.
في الوقت الحالي، تسعى الولايات المتحدة إلى جذب الانتباه إلى الحركات الإرهابية وتوضيح موقفها بوضوح، حيث تسعى للتأكد مما إذا كانت هذه الحركات مستعدة للتعاون أم لا.
العلاقة بين الإدارة الأميركية ودولة إسرائيل تستند على ثلاثة محاور رئيسية: المحور السياسي الدبلوماسي، والمحور الأمني العسكري، والمحور الشعبي أو البعد الشعبي للدبلوماسية.
تعتمد الإدارة الأميركية في تناول بعض المواضيع على مفهوم الخداع الاستراتيجي، بهدف تحول منهجية إدارة الصراع نحو “إدارة الفوضى”، والتي تُعرف في علم الاجتماع بإدارة الاضطرابات أو الفوضى الخلاقة.
في سياق متصل، أكدت ممثلة إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، ريوت شابير بن نفتالي، على ضرورة عدم السماح لحركة “حماس” بإعادة تجميع قدراتها.
رد إسرائيل..
وأثناء كلمتها، قالت ممثلة إسرائيل في مجلس الأمن: “لن نسمح لحماس بإعادة تجميع قدراتها”، مضيفة: “سنواصل الحرب حتى تتم إعادة الرهائن وتفكيك قدرات حماس”.
رد حماس..
أعربت “حماس” عن ترحيبها بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعم خطة لوقف إطلاق النار في غزة.
وأعلنت الحركة استعدادها “للتعاون مع الوسطاء الإخوة للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتفق مع تطلعات شعبنا”.
الرئاسة الفلسطينية..
أعلن نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن الرئاسة تدعم أي قرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ويحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية.