الفرق بين الرحمن والرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
الفرق بين الرحمن والرحيم، هو جوهر من جواهر الإسلام وعمق من أعماق الإيمان يعبران هذان الاسمان الشريفان عن صفتين من صفات الله العظيمة وهما الرحمة والرحمانية حيث يعكسان جوهر الله تعالى بأنه ذو رحمة واسعة تشمل كل شيء في الكون تفتح هذه الصفات أفقاً للتأمل في كيفية تدبير الله للعالم برحمته ولطفه وكيف أن رحمته تتجلى في جميع جوانب الخلق والوجود.
الفرق بين الرحمن والرحيم
ما هو الرحيم ؟
هو اسم من أسماء الله الحسنى وفيما معناه أن الله تعالى رحيم على عباده المؤمنين فيدل هذا الاسم علي صفة الرحمة التي ينالها المؤمنون جزاء من الله .
و اسم الرحمن ذكر الأول حيث يقصد به الكثرة بمعنى أنه يشمل كل الخلائق من غير استثناء رحمته وسعت كل شيء اي إن رحمت الله لا اخر لحدودها وهو أرحم بعباده.
أما كلمة الرحيم تأتي ذكرها بعد اسم الرحمن لأن كلمة الرحمن تختص فقط ذكر الله اما رحيم فيمكن أن تكون صفة أو اسم لشخص .
الفرق بين الرحمن والرحيم
تم ذكر اسم الرحمن في أسماء الله الحسنى و الرَّحمٰان من أسماء الله الحسنى المتعلقة به وتم ذكرها وهي صفة من صفات الله وحده لا شريك له فكل خير للعباد ينسب له ورحمته ما نزل من رحمته تعالى فهو قدر وجزء بسيط من ما سخرها الله عز وجل لعباده في الذين ينالون مقام في الجنة وما أنزله من رحمة فهو رحمة لجميع الخلائق جميعا من الجن والإنس ومن خلقه الذين نعلمهم ولا نعلمهم يقصد بها من حيوانات وغيرها.
الفرق بين الرحمن والرحيم
الرحمن ذات معنى قوي معناه الكثرة يعني اسم الله عز وجل الرحمن يقصد بها كل الخلائق من دون استثناء فرحمته وسعت كل شيء والله وهو أرحم الراحمين.
وتم إيضاح المعنى في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم :يس (1)وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) .
الفرق بين الرحمن والرحيم
الرحمن والرحيم هما اسمان من أسماء الله تعالى وهما يدلان على وصف الله تعالى بالرحمة، والرحمن هو اسم يدل على سعة رحمة الله ، والرحيم من الصفات التي تدل على إيصالها لخلقه .
فالرحمن يصف بها ذو الرحمة الواسعة والرحيم يصف بها ذو الرحمة الواصلة ، و تم تفسير الفرق بين الرحمن والرحيم من خلال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى قال: تفسير الرحمن أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة لأنها في اللغة العربية معناها تدل على السعة والامتلاء .
أما تفسير الرحيم هو صفة تدل على الفعل لأنه على وزن فعيل يعني فاعل فهو إن دل يدل على الفعل من اسمين (الرحمن الرحيم ) بمعني أن رحمة الله تعالى واسعة وسعت كل شيء .
الفرق بين الرحمن والرحيم
في القرآن الكريم يذكر الله سبحانه وتعالى بصفاته “الرحمن” و”الرحيم” في آيات متعددة ، وإليكم بعض السور التي وردت فيها هذه الصفات:
1 – سورة الفاتحة :
الآية رقم 1 “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ”
الآية رقم 3 “الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ”.
2- سورة البقرة :
الآية 163 “وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ”.
3-سورة النمل :
الآية 30 ،”إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم “.
4 -سورة فصلت :
الآية 2″تنزيل من الرحمن الرحيم “.
5 .-سورة الحشر :
الآية 22 ” هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم “، ولقد ذكرت كلمة الرحمن في القرآن الكريم (57) مرة و ذكرت كلمة الرحيم في آيات القرآن (114) مرة.
في ختام الحديث عن الفرق بين الرحمن والرحيم نستطيع تلخيص الفروقات الأساسية بين هاتين الصفتين كما وردت في القرآن الكريم والتفاسير الإسلامية .
حيث يجتمع كلا الاسمين في البسملة وفي الكثير من الآيات، مما يعكس التكامل في رحمة الله سبحانه وتعالى، حيث تشمل كل من الرحمة العامة لكل الخلق والرحمة الخاصة للمؤمنين.
و يُظهر الاسمان معًا عمق وسعة رحمة الله، “الرحمن” برحمته العامة التي تشمل الجميع، و”الرحيم” برحمته الخاصة التي تُظهر عنايته ورعايته الفائقة لأهل الإيمان. هذا الجمع بين الاسمين يدعونا للتفكر في رحمة الله المتعددة الأبعاد والدائمة والتي نحتاجها في كل لحظة.