في هذا المقال سوف نتحدث عن ما هي التروما النفسية ، وما هي الحالات والمواقف التي تساهم في ذلك؟ وايضا سنقوم بنقاش أنواع الترومان النفسية وكيفية الخروج منها.
ما هي التروما النفسية ، هي عبارة عن حالة اضطراب ما بعد الصدمة قد يصاب بها الفرد بقلقٍ او خوف عندما يتذكر حدثاً مأساوياً أو ظرفاً يهدد حياته بالخطر أو المعاناة من وجود المشاعر السلبية بخصوص الحادث أو فقدان شعوره بالأمان النفسي،وقد تحدث التروما النفسية التي تسمي بالصدمة النفسية عندما يتعرض الفرد لحدث صادم أو مروره بتجربة مؤلمة ينتج عنها ضرر نفسي مثل التعرض لاعتداء أو للايذاء او فقدان عزيز، ويمكن جسدي مثل الصداع وتسارع ضربات القلب وأعراض الجهاز الهضمي، ويمكن أن تتطور أعراض الصدمة وتزداد سوءاُ في عدة أسابيع أو أشهر وذلك بعد وقوع الحادث أليم.
وهناك بعض الحالات والمواقف التي تساهم في التروما النفسية مثل: وقوع الاشخاص ضحية سوء المعاملة ،المشاهد المخيفة أو سماع الأطفال بعض القصص المخيفة،انفصال أحد الآباء عن أطفالهم،حوادث السيارات والقطارات،العيش في بيئة غير آمنة ،إهمال العناية بالنفس ،الإيذاء النفسي ،الطلاق وإنهاء العلاقات العاطفية،الكتمان بالداخل،الانفصال عن الأشخاص ،العنف الأسري،التعرض للإتجار بالبشر، الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين،الشعور باليأس والحزن تجاه المستقبل،الضغوطات ،السلوكيات الإدمانية،الإصابات البدنية كالبتر والإعاقات ،نقص الدعم الاجتماعي، التنمر ، الاصابة بمرض مزمن أو الخضوع للعمليات الجراحية، وجود بعض الكوارث البشرية كالحروب والإرهاب .
وهذه المواقف والحالات يمكن قد تصيب الأشخاص أثناء مرحلة الشباب أو الأطفال وخاصة في السن السادسة واحياناً في سن أصغر قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالترومان النفسية وتؤثر على شخصيتهم بشكل كبير ويكون لها بعض التبعات والآثار في المستقبل، وعند تأثر الأطفال بهذه الحالات والمواقف فيجب تقدم لهم العلاجات المختلفة وخاصةً العلاج النفسي حيث يتعلم الطفل كيف يحدد مشاعره وعواطفه والتحكم في مخاوفه تجاه ذلك الحدث الصادم.
ما هي التروما النفسية ، هي عند تعرض الفرد لصدمة ما فقد يشعر بالحزن والغضب ،ولوم النفس ويختلف رد فعل كل فرد تجاه الحدث ،ويستطيع بعض الأفراد التأقلم والتغلب على الآثار السلبية وتوجد حالات أخري لا تستطيع التأقلم فتظل تسترجع وتتذكر أحداث التجربة المؤلمة ويمكن أن تسبب التروما النفسية شعوراً ممتداً بالعجز أو فقدان الثقة تجاه الاخرين وقد تتركه في دوامة الذكريات المؤلمة .
ما هي التروما النفسية ، حيث تظهرأعراض التروما النفسية بعد فترة طويلة حيث يختلف تأثير الأحداث الصادمة من شخص لآخر وهناك مثال على ذلك مثال الهجمات التي حدثت في نيويورك عام 2001 ولم يظهر على سكانها أي أعراض نفسية إلا بعد عامين من وقوع تلك الحدث. وقد تشير بعض الدراسات إلي أن النساء هما أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة وذلك بسبب تعرضهم للاعتداء الجنسي وحيث تعد من أكثر التجارب الصادمة.
ما هي التروما النفسية و أعراضها
- فرط النشاط، الحزن.
- صعوبة النوم، التهيج.
- التعرق، الشعور بالدوار أو اللعيان.
- تناول الكحوليات والمخدرات.
- وجود صعوبات في النوم أو التركيز.
- المعاناة من أفكار انتحارية.
- التعرض للكوابيس، الإنكار.
ما هي أنواع الترومان النفسية
ما هي التروما النفسية وأنواعها ، حيث تتعدد أنواع التروما النفسية وتختلف باختلاف الحدث، ويمكن أن تصيب أي شخص وتشمل أنواع التروما النفسية:
الصدمة النفسية الحادة
تنتج الصدمة الحادة عن تعرض الشخص لحدث صادم واحد فقط،ومن أعراض هذه الصدمة وجود صعوبة في القيام بالأعمال اليومية والسلوكيات العدوانية.
الصدمة النفسية المركبة
تنتج الصدمة المركبة من تعرض الفرد لأكثر من صدمة النفسية الحادة.
الصدمة النفسية المزمنة
تنتج الصدمة المزمنة عن تكرار الأحداث الصعبة التي تعرضت لها الأفراد ،ومن أعراض هذه الصدمة تقلبات المزاج والغضب وهذا النوع يمكن أن يصيب الأطفال مما يؤدي إلى انخفاض في التحصيل الدراسي لديهم.
الصدمة النفسية المعقدة
تنتج الصدمة المعقدة عن تعرض الشخص لعدة أحداث صعبة ومؤلمة وتحدث هذه الصدمة نتيجة العلاقات السيئة مثل المشاكل الأسرية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الفرد.
الصدمة الثانوية
الصدمة الثانوية هي صدمة نفسية تسمى بالصدمة غير المباشرة والتي تحدث نتيجة مشاهدة شخص آخر يتعرض لحدث صعب.وهذا النوع يمكن أن يصيب أهالي المصابين او العاملين في المهن الطبية و مهن الانقاذ .
ما هي التروما النفسية وعلاجها
تتعدد طرق علاج التروما النفسية وهذه الطرق قد تساعد في تخفيف أعراض الصدمة وتشمل طرق العلاج مايلي:
ما هي التروما النفسية ، من طرق علاجها تجنب العزلة والتواصل مع الأهل والأصدقاء لتلقي الدعم وطلب المساعدة لتخطي هذه المرحلة أو الانضمام إلي مجموعات الدعم النفسي حيث إنها تتيح الفرص التكلم وتبادل الخبرات،محاولة إيجاد عمل وممارسة هواية محببة أو التمارين الرياضية مثل اليوجا والتأمل التي تساعد على الاسترخاء وتقليل الحد من التوتر.
اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة الصحية والنوم لعدد كافي من الساعات وتجنب الضغط النفسي وضبط استهلاك الجهاز العصبي وذلك من خلال الشعور باللحظة وتقبل المشاعر وعدم كبتها داخل النفس،ويجب استشارة الطبيب النفسي أولاً لاستخدام الأدوية مثل فلوكسيتين أو باروكستيتن أو سيرتالين أو غيرها لتجنب الآثار الجانبية ومعرفة الدواء المناسب لكل حالة وهذه الأدوية قد تساعد علي تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب تحسين مشكلات النوم والتركيز وإدارة أعراضهم وتحسين حياتهم.
ما هي التروما النفسية ، ومن ضمن طرق علاجها أن يجب الالتزام الجيد بالخطة العلاجية، و مساعدة المريض على تطوير مهاراته وتغيير أفكاره الهدامة ،ويجب تشجيعه وان يمنح له الشعور بالأمان والثقة بالنفس وتقدير الذات، ويجب أن يتمسك بالأمل ويتوقع الافضل دائماً،ويتطلع على الطرق المختلفة التي تمكنه علي التكيف عند ظهور الأعراض مرة أخرى ،ويمكن المعالجة بتقنيات الجسدية والتي تتضمن مساعد المريض علي استعاد الذكريات المؤلمة في مكان آمن ومساعد العقل والجسم علي معالجة الصدمة والتخطي منها.
وايضا يمكن استخدام العلاج بالتعريض هو تعريض الشخص إلي الموقف الذي آثار خوفه من خلال البرامج الافتراضية لكي يقل مستوي خوفه في كل مره،ويمكن المعالجة بإزالة التحسس وإعادة المعالجة الحركية حيث هذه المعالجة تساعدك علي التحكم في الخوف المستمر وتغيير طريقة تفاعلك مع الذكريات .
ويجب إدراك والقراءة حول الصدمة لمعرفة الاستراتيجيات المناسبة التي تساعد في الخروج من الصدمة النفسية،وعند الشعور بالغضب والحزن يمكن ممارسة رياضة المشي أو قيادة الدراجة أو الرقص،ويجب تجنب باستمرار الأشياء او الظروف التي تذكرهم بالصدمة وايضا تجنب الشعور بالذنب واللوم.
وفي نهاية مقالنا عن ما هي التروما النفسية ، نجد أن مرض الصدمة النفسية من أخطر الأمراض التي يصاب بها الفرد لأنها تأخذ وقتاً طويلاً حتي يتعافي منها، لذلك ننصح بتجنب أي شئ أو مكان قد يذكر من أحداث هذه التجربة،والحرص على الحصول على قدر كافي من الراحة والتواصل مع الآخرين وصنع التوازن النفسي.
وقد أثبت بعض الدراسات إن التدخلات العلاجية لها أثر فعال لمعالجة اضطراب ما بعد الصدمة وقد تكون المعالجة بالأدوية والجلسات حيث تساعد بعض الأدوية المريض على منحه للاسترخاء ومساعدته على النوم ومنها الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق،لذلك يعد العلاج النفسي هو الخيار الأول و الأمثل في علاج التورم النفسية.
