العدل بين الزوجات
لمعرفة كيفية العدل بين الزوجات لا بد أن نعلم أن الحياة الزوجية شرعها الله سبحانه وتعالى بين الرجل والمرأة حتى ينعموا بالاستقرار النفسي والجسدي ، كما شرع الله سبحانه وتعالى تعدد الزوجات ولكن بشرط العدل بين الزوجات وفي الحقيقة الله سبحانه وتعالى اعطى للرجل الحق في الزواج بأكثر من زوجة ، وذلك لقول الله تعالى ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ” ونجد هنا في هذه الآية الكريمة توضح الرخصة التي أعطاها الله للزوج وهي أنه من حق الرجل أن يعدد في الزوجات ، بمعنى انه من حقه أن يتزوج واحدة فقط او اثنتين او ثلاثة زوجات أو أربعة وليس أكثر من ذلك ، بالتالي إذا تزوج الرجل أكثر من ما حدد الله سبحانه وتعالى يكون آثم .
ومن خلال مقالنا هذا سوف نطرح لكم كيفية طرق العدل بين الزوجات وخاصة في الأمور الأساسية بالتفاصيل الحياتية اليومية وايضا الأمور العامة الديهم ، حتى لا يجور الزوج على حق أحد من زوجاته .
الله سبحانه وتعالى أعطى للرجل هذا الحق وهذه الرخصة في حدود لا يجوز تعديها ، بالتالي شرط على الزوج تطبيق العدل في حال تزوج أكثر من زوجة .
طرق العدل بين الزوجات
يجب على الزوج الذي سيقدم على الزواج أن يكون لديه القدرة على العدل والمساواة بين زوجاته في أمور الحياة الضرورية ومن هذه الأمور ما نذكره في الآتي
يجب على الزوج العدل في المبيت
في حال تزوج الزوج اثنين فأكثر في ذلك الحال يجب عليه ان يكون حريص دائما في أن يعدل بين زوجاته في هذا الأمر، معنى ذلك أنه يجب عليه أن يقسم ايام الاسبوع في المبيت حتى لو كان قلبه يميل لزوجة أكثر من اخرى فعليه أن لا يبين ذلك حتى لو كان هذا ما يشعر به ، ولكن يجوز للزوج أن يزور أحد من زوجاته في حالة شعور إحداهما بالمرض ، وأما في حال اضطراره لعدم العدل بين زوجاته بسبب المبيت لأمر ما حدث على الزوج أن يستأذن الزوجة التي عليها الدور في المبيت ففي حال سمحت له زوجته يجوز له المبيت عند الأخرى .
العدل بين الزوجات في النفقة
لكي يطبق الزوج طرق العدل هذه يجب عليه أن يعدل بينهما في النفقة ، بمعنى أن لا يقوم بالتوسعة في النفقة على أحد زوجاته دون أن ينفق على الأخرى ، حيث أنه بذلك الفعل يكون قد ارتكب ذنب وهو تقصيره في حق زوجته وجار على حقه ، وبذلك يكون امتنع عن تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى .
العدل بين الزوجات في الكسوة
المقصود بالكسوة هي الثياب ، فعلى الزوج ان يقوم بشراء الثياب لجميع زوجاته مثل بعضهم بنفس التكلفة ولكن مع اختلاف الالوان ، المقصود من قول ذلك أنه ما دام أصبح متزوج أكثر من زوجة لكي يطبق شرع الله سبحانه وتعالى عليه أن لا يفرق بين زوجاته عند شراء ما يحتاجونه من كسوة بأن يقوم مثلا بشراء ملابس باهظة لإحدى زوجاته دون الاخرى ، بذلك الفعل أيضا يكون قد ارتكب ذنبا في حق زوجته وفي حق نفسه أيضا لعدم تطبيقه شرع الله .
العدل بين الزوجات في المسكن
ايضا من الامور المهمة التي يجب على الزوج ان يعدل بين زوجاته فيه وهو العدل في توفير المسكن سواء كان ايجار ام غير ذلك ، بمعنى اخر أنه لا يجوز أن يوفر لزوجة منزل كبير وبه أثاث فخم وباهظ الثمن ، بينما الزوجة الاخرى تسكن في مكان غير لائق بها وبأطفالها ، وايضا من عدم العدل أن يشتري لأحد زوجاته أكثر من منزل للترفيه وليس أمر ضروري بينما الزوجة الأخرى يؤجر لها مسكن للمعيشة وهذا تقليل من حقها وعدم عدل بينهما ، وبذلك يكون الزوج أيضا قد جار على حق زوجته وعدم تطبيقه لشرع الله .
له الحق في اختلاف شكل المنزل ومساحته في حال اذا كان عدد الاطفال مع زوجة أقل من عدد الأطفال من الزوجة الأخرى في هذا الحال من الممكن تقليل مساحة المنزل على الزوجة التي ليس معها ابناء او عدد الأبناء أقل من عدد الأبناء من الزوجة الأخرى .
ما الذي يترتب على عدم اتباع الزوج طرق العدل بين الزوجات
في الحقيقة في هذه الحال لا يقع الظلم على الزوجات التي تزوجها الزوج فقط ، بل أيضا يقع الظلم على الابناء بسبب انه ميز زوجة بنفقة ما عن الزوجة الأخرى بالتالي الزوجة التي لديها سعة من النفقة يكون الأبناء في حال أفضل من أخواتهم من الزوجة الأخرى بسبب عدم سعة والدهم على أمهم بالنفة ، وهذا ما يولد بين الاخوات الغل والحقد بسبب تفرقة الوالد بينهم .
وغير ذلك ، ايضا يكون الزوج مذنب في حق نفسه أمام ربه وليس ذلك فقط يكون الزوج مذنب في حق نفسه أمام ربه ومذنب في حق زوجته وأولاده لعدم تطبيقه طرق العدل بين الزوجات .
ولكن أيضا مثل ما ذكرنا في المسكن من الممكن أيضا أن لا يعدل الزوج في أمر النفقة في حالة اختلاف عدد الأبناء من زوجة عن زوجة أخرى فهنا يكون للزوج الحق في أن يعطي الزوجة التي لديها أبناء كثيرة نفقة أكثر ، وايضا في حال إذا كان لديه زوجة مريضة وبالتالي يعطيها نفقة أكثر عن الزوجة الاخرى بسبب تكاليف نفقات العلاج .
ولكن في غير ذلك على الزوج أن يعدل في كل شئ داخل منزله من مأكل وملبس ومسكن ومأوى وإلا سيكون أرتكب ذنبا ويحاسب الله سبحانه وتعالى عليه لتقصيره في حقهما لقول الله سبحانه وتعالى
“وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ” .
هل على الزوج المساواة في كل طرق العدل بين الزوجات
يوجد أمرين يجوز للزوج أن لا يتبع طرق العدل هذه وهما الحب وأيضا الجماع ، حيث أن الحب هو الشئ الوحيد الذي لا يستطيع الإنسان أن يتحكم فيه وذلك لأنه هبه من عند الله ، يضعها بالقلب لمن يشاء
في حال أحب الزوج زوجة أكثر من الزوجة الأخرى فليس عليه ذنب في ذلك حيث أن الأمر لا يستطيع التحكم فيه ، ولكن في نفس الوقت على الزوج أن لا يميل لزوجة عن الاخرى حتى في حال حبه لزوجة أكثر من الأخرى ، فعليه أن يتحكم في إظهار الميل لأحدهما لأن هذا الأمر يعاقب عليه وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وشقُّه مائلٌ ” .
والأمر الثاني الذي يجوز للزوج أن لا يطبق طرق العدل بين الزوجات هو الجماع حيث أنه ليس من الضروري أن يعدل بين زوجاته حيث قد تأتي الشهوة مع زوجة دون الاخرى ففي هذه الحالة لا يوجد إثم عليه .
وفي النهاية بذلك نكون قد ذكرنا من خلال مقالنا هذا ما يثبت من القران الكريم انه من حق الزوج الزواج من أربعة ، ولكن بحدود محددة يجب على الزوج اتباعها ، حتى لا يكون مذنب بحق نفسه وايضا مذنب بحق أحد زوجاته .