روسيا ترغم شركات الطيران الغربية على تخفيض رحلاتها إلى الصين
قررت شركات الطيران الغربية تقليص عدد رحلاتها إلى الصين بسبب انخفاض الطلب وارتفاع تكاليف الطيران حول المجال الجوي الروسي مما يؤثر سلباً على قدرتها التنافسية مقابل شركات الطيران المحلية.
أعلنت الخطوط الجوية البريطانية هذا الشهر عن تعليق رحلاتها بين لندن وبكين بدءًا من أكتوبر وذلك بعد فترة وجيزة من قرار شركة فيرجين أتلانتيك بسحب رحلتها الوحيدة إلى شنغهاي.
على الرغم من عدم تأثرها بحظر المجال الجوي الروسي أعلنت الخطوط الجوية الأسترالية “كانتاس” عن نيتها تقليص رحلاتها بين سيدني وشنغهاي مشيرة إلى أن طائراتها كانت في بعض الأحيان تقل نصف عدد الركاب فقط.
يبرز هذا التراجع تحولاً في موقف بعض شركات الطيران الكبرى تجاه الصين في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد والتوترات الجيوسياسية المتزايدة بين بكين والولايات المتحدة وحلفائها.
قبل جائحة كورونا كانت الصين تُعتبر فرصة نمو كبيرة لشركات الطيران الغربية التي كانت تأمل في الاستفادة من اقتصادها المتنامي وزيادة عدد السياح الأثرياء.
ومع ذلك شهدت أعداد الرحلات انخفاضاً حاداً خلال الوباء ورغم أن شركات الطيران بدأت في استعادة جداول رحلاتها بعد إعادة فتح الحدود في عام 2023 فإنها أبلغت مؤخراً عن تراجع جديد في الطلب.
أفادت الخطوط الجوية البريطانية العام الماضي بأن طريق بكين كان “من بين أهم الطرق” عندما استأنفت الرحلات بعد توقف دام ثلاث سنوات وبدأت الشركة في يناير حملة توظيف لطاقم يتحدث اللغة الصينية.
على الرغم من استمرار رحلات الخطوط الجوية البريطانية إلى شنغهاي وهونغ كونغ فقد قامت بتقليص عدد رحلاتها هذا العام إلى تلك الأراضي البريطانية السابقة بنسبة 50%.
كان السوق الجوي الصيني من بين أبطأ الأسواق في التعافي بعد إغلاق الحدود خلال جائحة كورونا. لم يستأنف السفر إلا في عام 2023 ولا يزال الطلب على الرحلات الدولية أقل بكثير مقارنةً بمستويات عام 2019.
أفادت العديد من شركات الطيران أن إغلاق المجال الجوي الروسي كان السبب الرئيسي وراء جعل بعض الطرق الجوية غير قابلة للتنافس.
ففي عام 2022 حظرت روسيا على شركات الطيران الأميركية والأوروبية استخدام مجالها الجوي مما أجبر الطائرات على إجراء تحويلات طويلة عن مسارات الرحلات المعتادة عند الطيران إلى مناطق شرق آسيا.
هذا الأمر يزيد من تكاليف الوقو التي تمثل بين 25% و30% من إجمالي تكاليف التشغيل مما دفع شركات الطيران للتعبير عن شكاوى بشأن مواجهة منافسة غير عادلة مع الناقلات الصينية التي لا تزال تستخدم المجال الجوي الروسي.
ووفقاً لبيانات مزود بيانات الصناعة OAG انخفض عدد الرحلات التي تنظمها شركات الطيران الدولية من أوروبا وأميركا الشمالية إلى الصين خلال موسم الصيف المزدحم بنسبة تزيد عن 60% مقارنة بذروته في عام 2018 حيث بلغ عدد الرحلات أكثر من 13,000 رحلة.
أظهرت بيانات OAG أن شركات الطيران الصينية قلصت رحلاتها على هذه الطرق بنسبة 30% فقط من ذروتها في عام 2019 وهي الآن تقدم أكثر من ضعف عدد الرحلات مقارنةً بمنافسيها الغربيين خلال فصل الصيف.
في هذا السياق صرح بن سميث الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الفرنسية KLM العام الماضي قائلاً: “إذا كانت لديك شركة طيران صينية تستخدم المجال الجوي الروسي، فإنها تتمتع بميزة غير عادلة مقارنة بشركات الطيران لدينا.”
في فبراير وافقت الحكومة الأميركية على زيادة عدد الرحلات المباشرة بين الولايات المتحدة والصين من 35 إلى 50 رحلة أسبوعياً.
ورغم أن هذا العدد لا يتجاوز سدس الـ 325 رحلة الأسبوعية التي كانت متاحة قبل الوباء فإن شركات الطيران الأميركية قد ضغطت على واشنطن لتجنب رفع الحد الأقصى حيث تواجه صعوبة في المنافسة مع شركات الطيران الصينية.




