شهدت أسعار النفط انخفاضاً يتجاوز الدولار الواحد يوم الجمعة حيث تراجع خام برنت إلى ما دون 80 دولاراً للبرميل وجاء هذا التراجع بعد سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الضعيفة من الصين لشهر يوليو/تموز والتي أثرت بشكل كبير على السوق متجاوزة تأثير المخاطر الجيوسياسية.
في الساعة 09:45 بتوقيت غرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.07 دولار أو بنسبة 1.32% لتصل إلى 79.97 دولار للبرميل وفي الوقت نفسه تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.27 دولار أو بنسبة 1.62% لتصل إلى 76.89 دولار للبرميل وفقاً لتقرير وكالة “رويترز”.
قال هاري تشيلينجويريان رئيس الأبحاث في مجموعة أونيكس كابيتال إن سوق النفط تواجه صعوبة في الحفاظ على مكاسبها الأخيرة عند مستوى 80 دولاراً للبرميل وأوضح أن الضغوط الهبوطية جاءت نتيجة سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الضعيفة التي أثرت على السوق بينما يبدو أن المخاوف الجيوسياسية تتضاءل تدريجياً.
في الصين سجلت المصافي انخفاضاً حاداً في معدلات معالجة الخام خلال الشهر الماضي بسبب ضعف الطلب على الوقود وهذا الانخفاض في الطلب يعكس تأثيرات اقتصادية أوسع قد تسهم في تقليل الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالنفط.
خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الاثنين توقعاتها للطلب على النفط هذا العام مشيرة إلى ضعف التوقعات الاقتصادية في الصين كمسبب رئيسي لهذا التعديل.
في هذا السياق أشار محلل النفط المستقل جاراف شارما إلى أن التحركات الكبيرة في أسعار خام برنت قد تكون محدودة حتى يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في سبتمبر/أيلول.
وأوضح شارما أن التغيرات الحقيقية في السوق قد تبدأ بعد هذا القرار حيث سيكون له تأثير كبير على النشاط الاقتصادي العالمي والطلب على النفط.
ساهمت شركة الواحة للنفط الليبية في استقرار الأسعار من خلال استئناف تدفقات النفط إلى ميناء السدرة بعد انتهاء أعمال الصيانة في خط الأنابيب.
من جهة أخرى فاقت بيانات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة توقعات المحللين بينما أظهرت بيانات أخرى انخفاض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي وهذه التطورات أعادت إشاعة التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
قال مايكل براون كبير الباحثين في بيبرستون إن مخاوف الركود في الولايات المتحدة ساعدت في دعم ارتفاع أسعار النفط هذا الأسبوع وأوضح أن بيانات مبيعات التجزئة وطلبات البطالة التي جاءت أفضل من المتوقع قد خففت من المخاوف بشأن تدهور أسرع من المتوقع في الظروف الاقتصادية الأميركية.
