أميركا تحذر إسرائيل من شن هجوم على بيروت أو الضاحية الجنوبية
بعد انتهاء اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أمس الأحد الذي استمر لمدة ثلاث ساعات تناول خلالها كيفية الرد على الهجوم الذي نسبته إسرائيل إلى حزب الله اللبناني وأسفر عن مقتل 12 طفلاً وفتى في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتل تظل التفاصيل هي العامل الحاسم.
خلال هذا الاجتماع جرت مناقشات مكثفة حول الخيارات المتاحة أمام إسرائيل للرد على هذا الهجوم المأساوي وكيفية التعامل مع التداعيات الأمنية والسياسية المترتبة عليه.
ورغم أن نتائج الاجتماع لم تُكشف بالكامل فإن الطريقة التي ستُعالج بها إسرائيل هذه القضية ستحدد المسار المستقبلي للتوترات في المنطقة.
تحت عنوان “إياكم وبيروت.. تصعيد يخرج الوضع عن السيطرة” أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر قد انتهى.
وقد تم خلال الاجتماع تفويض نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتحديد نوع وتوقيت الرد الإسرائيلي على الهجوم المنسوب إلى حزب الله.
على الرغم من نفي حزب الله القاطع لاستهداف الأطفال في الجولان واستمرار التحذيرات الدولية التي سعت إلى منع أي تصعيد إضافي يظل الإصرار الإسرائيلي قائماً.
في ظل هذا الإصرار يبدو أن الإدارة الأميركية تدخلت بشكل واضح حيث أفاد مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي بأن فريق الرئيس جو بايدن قد حذر إسرائيل من شن هجوم علي بيروت .
ووفقاً لموقع “أكسيوس” أضاف المسؤولان أن التحذير أشار إلى أن أي ضربات تستهدف أهدافاً تابعة لحزب الله في بيروت رداً على الهجوم في الجولان قد تؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل كامل وخروجه عن السيطرة.
أفاد مسؤول إسرائيلي أن كبير مستشاري الرئيس بايدن عاموس هوشستاين قد أجرى محادثة يوم السبت مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
خلال هذه المحادثة أكد هوشستاين أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله ولكن شدد على ضرورة تجنب التصعيد الشامل وتقليل الأضرار في صفوف المدنيين.
كما أضاف هوشستاين أنه عبر عن قلقه من أن شن هجوم علي بيروت من قبل الجهه الاسرائيلية قد يؤدي إلى رد فعل من حزب الله يتمثل في إطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل مما قد يساهم في تفاقم الوضع وتصعيده بشكل أكبر.
أفاد المسؤول الأميركي بأن الولايات المتحدة تعتبر أن أي ضربة يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي بيروت قد تكون خطاً أحمر بالنسبة لحزب الله.
وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل على الأرجح ستقتصر على تنفيذ هجوم محدود لن يشمل أهدافاً داخل بيروت.
جاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت إسرائيل يوم الأحد عن تفويض مجلس الوزراء الأمني برئاسة بنيامين نتنياهو بتحديد “أسلوب وتوقيت” الرد على الهجوم الصاروخي الذي استهدف هضبة الجولان وأسفر عن مقتل 12 طفلاً وفتى.
وقد حملت إسرائيل والولايات المتحدة جماعة حزب الله اللبنانية مسؤولية هذا الهجوم بينما نفت الأخيرة بشكل قاطع تورطها.
بعد انتهاء الاجتماع أفاد مكتب نتنياهو بأن المجلس الوزاري قد منح رئيس الحكومة ووزير الدفاع الصلاحية لتحديد كيفية وتوقيت الرد المناسب.
تحت عنوان “دفع الثمن.. ضبط النفس” أكدت إسرائيل مراراً مسؤولية حزب الله عن الهجوم مهددة إياه بعواقب وخيمة. وأعلنت الأحد أن جميع الأدلة تشير إلى تورط حزب الله مقدمة تفاصيل حول مواصفات الصاروخ المستخدم في الهجوم.
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “يستعد للرد” على حزب الله الذي من ناحيته نفى أي تورط في الهجوم على قرية مجدل شمس.
وفي ظل تصاعد الأوضاع تزايدت التحذيرات الدولية من مخاطر التصعيد واحتمالية تحوله إلى نزاع شامل وخطير مع دعوات ملحة لضبط النفس من قبل مختلف الأطراف.