ما هو الطلاق الرجعي
لمعرفة ما هو الطلاق الرجعي لا بد أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى شرع النكاح لوجود حياة زوجية مستقرة مستمرة مبنية على السكن والمودة والرحمة بين طرفيها . بينما يوجد في بعض الحالات استحالة العيشة مع الأزواج والعلاقة بها أضرار تلحق بالزوجين .
في هذه الحالة يستخدم رخصة الله الذي شرعها للكف عن الوقوع في المشاكل الزوجية حيث :
قال تعالى ”
الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
ما هو الطلاق الرجعي ؟
الطلاق الرجعي هو طلاق يقع من الزوج على الزوجة ويلفظه بنفسه عليها كأنه يقول لها أنت طالق صريحة سواء كانت أمامه أولا ، وتكون طلقة بإرادة منفردة للزوج في المرة الأولى والثانية .
ممكن يطلق الزوج زوجته وهي ليست أمامه كأن يكون طلقها وهو يحاكيها بالهاتف فبلغها بالقول صريحة أنت طالق ،
أوان يقول لها لو فعلت ذلك فأنت طالق ، مثلا يقول لها لو ذهبت للمشفى لوحدك فأنت طالق ، الطلاق الرجعي وحكمه في هذه الحالة فهي بمجرد الذهاب لوحدها المشفى وهي على علم بما قاله زوجها فهي تعد طالق من وقت ذهابها للمشفى وحدها .
وقد يقع الطلاق بما يسمى طلاق كنائي كأن يقول لها قول معين وهو في داخله نية الطلاق .
كأن يقول لزوجته اذهبي الآن لأهلك وهو يقصد الطلاق والذهاب لأهلها كناية عن الطلاق ما هو الطلاق الرجعي الواقع في هذه الحالة ؟ فبمجرد ذهابها لبيت أهلها تعد طلقة حتى لو الزوجة ليس على علم بنيته .
وتكون أول طلقة وثاني طلقة . بمعنى أوضح أن الزوج يقوم بالتلفظ بالطلاق للمرة الأولى فيقع وتحسب طلقه أولى :
إذن ما يترتب على ذلك انه لديه طلقتين إحداهما طلقة رجعية وهي الطلقة الثانية
بمعنى إذا طلق الزوج زوجته لأول مرة ، له أن يراجعها دون أن يجري بينهما عقد زواج جديد .
فماذا يترتب عليه إذا لم يراجعها خلال وقت العدة :
يتحول الطلاق إلى طلاق بائن ولابد أن يكتب عقد زواج جديد .
وقد يرجعها خلال العدة بدون أن يعتمد على موافقتها للرجوع ، قد يقول لها صراحة أو يقوم بفعل معين المراد منه إرجاعها له كأن يجامعها خلال العدة .
ولكن هنا لابد من معرفة شيئا مهما عن الطلاق الرجعي :
وهو الزوج حال طلق زوجته الطلقة الأولى سواء رجعها خلال العدة أو لم يرجعها تحسب طلقة أولى .
وإذا قام بتطليق زوجته بعد أن رجعها خلال العدة بعد الطلقة الأولى ، تقع الطلقة الثانية وتعد طلقة رجعية ثانية فإذا رجعها خلال العدة ، أصبحت لديه طلقة واحده ، أي الطلقة الثالثة .
وإذا لم يقوم الزوج بارجعاها خلال العدة باللفظ أو بالفعل تقع الطلقة البائنة ولكي يقوم بإرجاعها لابد من كتابة عقد زواج جديد بينهما .
قال تعالى ” الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ” صدق الله العظيم
ما هي مدة عدة الطلاق الرجعي ؟
مدة العدة في الطلاق الرجعي يتم حسابها على حسب اختلاف سبب الطلاق ، بمعنى أن :
إذا الطلاق تم بحكم محكمة فيتم حساب العدة من وقت صدور الحكم .
إذا تم الطلاق لفظي ولم يتم الرجوع بينهم فتحسب العدة من وقت وقوع لفظ الطلاق
مطلقة عدة تعتد لها عند طلاقها .
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا.
هل حالة المرأة وقت الطلاق تغير من الأمر شيئا ؟
إذا كانت المرأة في الحيض أو نفاس وطلقها زوجها في هذه الحالة لا يقع الطلاق .
إذا كانت المرأة حامل وطلقها زوجها لا يقع الطلاق لكونها حامل :
قال تعالى-: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا .
وأيضا لا يقع الطلاق في طهر جامع في زوجته .
لا يوجد عدة للمطلقة التي لم يدخل بها زوجها :
قال -تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا). [سورة الأحزاب، آية: 49:
ماذا لو شك الزوج في وقوع الطلاق ؟
يوجد ثلاثة شكوك ترتاب نفس الزوج لوقوع الطلاق من عدمه :
هما شك الصيغة واللفظ أو في العدد واليقين أو وقوعه من عدمه .
أما بالنسبة لشك الصيغة عند الزوج في هذه الحالة يكون الزوج غير متأكد ، هل كانت الصيغة طلاق رجعي أم طلاق بائن في الحقيقة إذا حدث هذا الشك للزوج فيحكم بالطلاق الرجعي وذلك لان الطلاق الرجعي عاقبته التي تعود على الزوجين اقل سوءا من عاقبة الطلاق البائن .
وبالنسبة لشك الزوج في عدد المرات التي قام فيها بتطليق زوجته . هذه الحالة ذو الخبرة بدار الإفتاء ينصحون بان يأخذ بالعدد الأقل شكا ..
:
وإنّ الذين اختلفوا فيه لَفي شكّ منه ما لهم به مِن علم إلا إتباع الظنّ وما قتلوه يقينًا) النساء
أما بالنسبة للشك في وقوع الطلاق من عدمه ، ويؤخذ بالنهاية بان لا يقع الطلاق.
وما لهم بذلك مِن علم إنْ هم إلا يَظنّون .الجاثية 32
ماذا عن مبطلات الطلاق ؟
في الحقيقة يوجد أربعة أمور تبطل وقوع الطلاق :
وهي طلاق الغضبان وغالبا يحدث الطلاق في حالة الغضب الشديد للزوج على زوجته بالتالي هذا يكون طلاق باطل ولا يعتد به .
يعد طلاق باطل الطلاق الصادر من الزوج المجنون أو المعتوه حيث في هذه الحالة لابد من صدور حكم محكمة للأخذ بالطلاق الصحيح .
يمر على الزوج أوقات دهشة لا يعلم بحالته وقتها إلا الله عز وجل بالتالي هذا الطلاق لا يقع وغير صحيح للوقت الذي حصل فيه .
لا يجوز إجبار أي زوج على أن يقوم بتطليق زوجته حيث يعد هذا الطلاق طلاق المكره ولا يعتد بطلاق المكره فهذا طلاق باطل وغير صحيح .
طلاق باطل ولا يقع الطلاق الذي يقع من سكران على زوجته لأنه يطلقها وهو في غير وعيه حيث أن المخمور ومن يتعاطى مذهبات العقل إذا وقع الطلاق وهو تحت سيطرة الخمر أو المذهبات للعقل يعد طلاق باطل ولا يؤخذ به .
قال تعالى : “ان الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ” .