سنتحدث عن قصة آدم وحواء ومعرفة أحداثها ،خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ويهيئها لاستقبال خليفة الله في الأرض وخلق آدم عليه السلام من تراب بعد أن أتم خلق الأرض وقد ورد ذلك في آيات القرآن الكريم حيث قال المولى عز وجل في كتابه العزيز مخاطبا الملائكة (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون).
وعندما عرض المولى عز وجل خلق سيدنا آدم على الملائكة قالوا له يا رب نحن نسبح بحمدك ونقدس لك وتجعل في الأرض من يفسد فيها قال لهم إنى أعلم ما لا تعلمون.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في خلق آدم عليه السلام (ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب) وقد وردت آيات الذكر الحكيم التي تبين قصة خلق آدم عليه السلام حيث قال المولى عز وجل (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين).
ومن ضمن قصة آدم وحواء وفي هذه الآية يتضح المرحلة الأولى التي تم فيها خلق آدم عليه السلام من طين وهو عبارة عن التراب الممزوج بالماء،وقد قال المولى عز وجل في مراحل خلق الإنسان حيث قال سبحانه.
(ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون) ففي هذه الآية يبين فيها المولى عز وجل مرور فترة على آدم وهو طين حيث تبين أن التراب المبلل بالماء اصبحت طينا وبعدها بفترة أصبح صلصالا حتى تأتي المرحلة الثالثة في تكوين خلق آدم عليه السلام حيث أصبح جسدا ذا صوره وتم خلق آدم عليه السلام في يوم الجمعة حيث كان طوله يتراوح الثلاثين مترا وقد جاء في بعض الروايات ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (خلق الله آدم على صورته وكان طوله ستون ذراعا).
وبعد اكتمال آدم عليه السلام في قصة آدم وحواء تأتي المرحلة الأخيرة من مرحلة خلقه وهي مرحلة النفخ حيث نفخ الله سبحانه وتعالى فيه من روحه وجعل له الحواس السمع والبصر وبعد فتره خلق الله سبحانه وتعالى من ضلع آدم حواء ويتضح ذلك في قوله عز وجل (يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء).
لقد خلق الله سبحانه وتعالى حواء من ظهر آدم عليه السلام وعندما خلقها المولى لم يشعر آدم إلا وهي بجوار رأسه كأجمل وأحسن ما يكون وأحسن ما خلق المولى عز وجل فبعد أن استيقظ آدم فسألها عن نفسها فقالت له أنها زوجته وخلقها الله عز وجل لتكون سكنا له ويكون سكنا لها أمر الله للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام.
بعد خلق آدم عليه السلام أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأن يسجدوا لآدم فسجدوا طاعة للمولى عز وجل إلا إبليس ابى واستكبر وكان من الكافرين فعصى إبليس أمر الله سبحانه وتعالى ورفض السجود لآدم ولم يمتثل لأمر الله وكان هذا السجود من الملائكة تكريما لآدم عليه السلام وقد ذكر الله ذلك في آياته حيث قال،(واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).
ورفض إبليس السجود قائلا لقد خلقته من طين خلقتني من نار اعتقاداً منه بأنه أفضل من آدم عليه السلام.
قصة آدم وحواء في الجنة وأوامر الله لهما
سنعرف في قصة آدم وحواء أن الله سبحانه وتعالى قد أسكن آدم وحواء في الجنة ليتمتعوا بنعيمها عابدين للمولى عز وجل ولكن الله أمرهما أن لا يقربا شجرة داخل الجنة حتى لا يكونوا عاصين له ولكن إبليس بعد أن طرده الله من الجنة ومن رحمته عز وجل ونال لعنته و توعده الله بالعذاب أخذ يوسوس لآدم وحواء بأن الله سبحانه وتعالى قد منعهما الأكل من الشجرة حتى لا يكونا ملكين وأقسم لهما أنه ناصح لهما أمين .
ولكنهما نسي أمر ربهما وأكلا من الشجرة التي نهاهم عنها فكان ذلك عصيانا لله عز وجل وبعد أن أكلا منها سقطت عنهما ثيابهما وأخرجها الله عز وجل من الجنة ونعيمها أنزلهما إلى الأرض وجعلها الله سبحانه وتعالى لهم قرارا ولذريته كما حذرهم المولى عز وجل من إبليس بأنه عدو لهما وقد ورد ذلك في قوله سبحانه وتعالى.
(وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين*فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين).
قصة آدم وحواء عندها شعر آدم عليه السلام بالندم فتوجه لله سبحانه وتعالى داعيا طالبا عفوه وغفرانه فتاب الله سبحانه وتعالى عليه وطلب منه أن يعيش في الأرض مستقره ومعيشته ومماته فيها وبعثه منها فقد قال الله سبحانه وتعالى.
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
في قصة آدم وحواء تبين آيات الذكر الحكيم أن معصية آدم عليه السلام لربه ليست إلا من وسوسة الشيطان له وتبين العداوة بين آدم والشيطان وذريته حتى قيام الساعة وبعد هبوط آدم عليه السلام وزوجته إلى الأرض تبدأ رحلة تعمير الارض وعبادة الله عز وجل حيث تبدأ قصة آدم عليه السلام على الأرض .
تبدأ رحلة قصة آدم وحواء حيث أن تكاثر الإنسان على الأرض كانت حواء تنجب في كل مره ذكر وانثى وفي البطن الثانية تنجب ذكرا وانثى ويتزوج الولد من البطن الأولى الأنثى من البطن الثانية والأنثى من البطن الأولى تتزوج الذكر من البطن الثانية حتى يتم التكاثر وزيادة أولاد آدم وذريته وهناك الكثير من العبر والعظات التي نتعلمها من قصة آدم عليه السلام وتعلم هذه القصة له العديد من الفوائد حيث حذر الله سبحانه وتعالى آدم وذريته من الشيطان الرجيم وكان ذلك في قوله عز وجل.
(يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) وهذا تحذير من الله عز وجل لبني آدم من اتباع الشيطان ويجب أن يكون عدو لهم ولا يستمعون إليه كما نستطيع أن نتعلم ونفهم من هذه القصة هو تكريم المولى عز وجل لآدم خليفة وذريته حيث جعله الله في الأرض كما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم تكريما له.
- قصة آدم وحواء تبين للإنسان وتذكره بأصله وأصل خلقه وهو التراب كما توضح بأن مرجع الإنسان إلى التراب مرة أخرى عند الموت مما يجعل الإنسان متواضعا ولا يستكبر على أحد.
- خلق الإنسان مطبوع على الخطأ والنسيان فعندما يخطئ الإنسان يجب عليه الاستغفار والتوبة لله عز وجل وعندما يخطئ الإنسان ألا ييأس من رحمة الله فقد قال المولى عز وجل.
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).
- وتبين في قصة آدم وحواء أهمية العلم وفضله على الإنسان ويأتي ذلك من خلال قوله سبحانه وتعالى (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين* قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم).