فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل مما لا شك فيه أن الترابط المقدس بين الأم وطفلها يبدأ منذ لحظة أن تحمل الأم بجنينها حيث سرعان ما تبدأ بينهما علاقة تفاعلية وعاطفية متبادلة والتي لا تزال حتى الآن محل بحث ودراسة في محاولات متنوعة لرصد العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية والتي يمكن أن تؤثر في تشكيل هذه العلاقة حتى أن بعض العلماء يبحثون في تأثير العوامل المناخية على هذه العلاقة الحساسة ذات الطابع الفريد والمميز.
وتزداد هذه العلاقة قوة وترابط بعد عملية الولادة ومنذ اللحظة الأولى التى تقوم بها الأم بإرضاع طفلها حيث لا يمكننا أن نقوم بحصر دقيق لـ فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل ولكن سوف نحاول في هذا المقال رصد بعض النقاط الهامة فيما حول موضوع فوائد الرضاعة للطفل وكذلك فوائد الرضاعة الطبيعية للام والتي لها شأن كبير لا يمكن إغفاله.
النقاط الرئيسية التي سوف يعرضها المقال عن فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والأم
الفرق بين الرضاعة الصناعية وفوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
فوائد الرضاعة الطبيعية للام
أولاً : الفرق بين الرضاعة الصناعية وفوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
تتشابه جميع أنواع الحليب الصناعي للأطفال في تكوينها وعلى الرغم من تواجد بعض الاختلافات البسيطة بين كل نوع والنوع الآخر ولكنها في النهاية تتشابه في مكوناتها من حيث العناصر الغذائية التي وجد العلماء أنه يحتاجها الطفل لينمو ويكبر بشكل صحي وآمن.
ما هي مكونات حليب الأطفال الصناعي؟
تختلف مكونات الحليب الصناعي للأطفال الرضع باختلاف العلامة التجارية والنوع، ولكن بشكل عام تحتوي جميع أنواع الحليب الصناعي على المكونات الأساسية التالية:
الماء: يكون الماء حوالي 85-90٪ من تركيبة الحليب الصناعي.
البروتين: تكمن أهمية البروتين للطفل في أهميته البالغة لعملية النمو والتطور حيث يحتوي الحليب الصناعي على نوعين من البروتينات: بروتينات مصل اللبن وبروتين الكازين.
الكربوهيدرات: وهي المسئولة عن عملية توفير الطاقة للطفل الرضيع و يحتوي الحليب الصناعي على نوعين من الكربوهيدرات: اللاكتوز والنشا.
الدهون:وهي مهمة حيث توفر الدهون للطفل الطاقة والعناصر الغذائية الأخرى، مثل فيتامينات A و D و E. يحتوي الحليب الصناعي على نوعين من الدهون: الدهون المشبعة والدهون غير المشبعة.
الفيتامينات والمعادن: تعمل الفيتامينات والمعادن على توفير العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل لنموه وتطوره بشكل آمن وصحي.
العناصر الغذائية الإضافية: قد تحتوي أنواع معينة من الحليب الصناعي على عناصر غذائية إضافية، مثل DHA و ARA، وهي أحماض دهنية ضرورية لنمو الدماغ والعينين للطفل
البروبيوتيك: التي تعتبر بكتيريا مفيدة تساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي.
البريبيوتيك: و هي ألياف تساعد على نمو البكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي.
وبالرغم من ما يبدو على هذه المكونات أنها مكونات مثالية لنمو الطفل بشكل صحي وآمن إلا أننا نجد أنه اتفق كافة علماء الغذاء وصحة الأطفال على أن الحليب الصناعي مهما تضمنت مكوناته من عناصر غذائية متطورة إلا أنه لم يرقى بعد لنفس مستوى فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والتي تعتبر الاختيار المثالي والنموذجي لتغذية الأطفال الرضع لتتم عملية نموهم بشكل أكثر صحةً وأكثر أماناً.
بل يتعدى الأمر أكثر من ذلك ليشمل الصحة النفسية للأم والطفل وتشكيل الرابط العاطفي بينهما وتعزيز دفاعات جهاز المناعة لدى كلاً منهما.
وبعد أن تعرفنا على مكونات الحليب الصناعي للأطفال سوف نتطرق إلى فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل حتى يتضح الفرق بين الأمرين.
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل؟
تعمل الرضاعة الطبيعية للطفل على توفير العديد من الامتيازات الخاصة لكلاً من الطفل والأم على حد سواء والتي يمكن رصد البعض منها فيما يلي:
1. التغذية الكاملة والمتوازنة: يحتوي حليب الأم على تركيبة مثالية من العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في المراحل الأولى من نموه، بما في ذلك البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن بنسب متوازنة ومثالية تتغير تبعاً لتغير عمر الطفل مما يعتبر من الإعجاز الإلهي.
2. تعزيز الحماية من الأمراض: من المكونات الرئيسية لحليب الأم المضادات الحيوية الطبيعية ومكونات مناعية مثل الأجسام المضادة والكولوسترم (Colostrum)، التي تساعد في حماية الطفل من العدوى والأمراض المعوية والتهابات الأذن المزعج والتهابات الجهاز التنفسي.
3. تعزيز النمو والتطور: تعمل الرضاعة الطبيعية على تعزيز نمو وتطور الجهاز المناعي والعصبي والهضمي للطفل. كما أنها تساعد بشكل رئيسي في تقليل مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكتة الدماغية للطفل في المستقبل.
4. تعزيز التواصل والارتباط العاطفي: بالقطع تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط العاطفي والتواصل المعنوي بين الأم والطفل من خلال اللمس والحنان والتواصل الحميم وهذا يساهم في تطور العلاقة العاطفية القوية بينهما.
5. بالإضافة إلى كل ذلك، فإن الرضاعة الطبيعية تخفض مخاطر الإصابة بالتهابات الثدي وسرطان الثدي وأمراض العظام مثل هشاشة العظام وغيرها من الأمراض الخطيرة للأم وذلك بناءً على العديد من الدراسات التي تبحث في فوائد الرضاعة الطبيعية للام.
يعد ما سبق بعضاً من فوائد الرضاعةللطفل والتي لا يمكن حصرها بشكل تفصيلي حيث ما زال هذا الموضوع الهام قيد البحث والدراسة من قبل العلماء الذين يكتشفون فيه الجديد كل يوم ومع ذلك، يجب أن يتم اتخاذ القرار المناسب بناءً على الظروف الفردية للأم والطفل، وقد يحتاج البعض إلى توجيهات طبية أو دعم إضافي ليتمكن من اختيار فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل كخيار صحي وآمن بل ومثالي للطفل.
هل تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل فقط؟
مما لاشك فيه أن فوائد الرضاعة للطفل مازالت محل نظر العلماء حتى وقتنا هذا للوقوف على الجديد فيها ومتابعة تطورات الدراسات والأبحاث المختصة بذلك المجال الهام لما لـ فوائد الرضاعة للطفل والأم مردود قوي لا يمكن إغفاله على صحة المجتمع بشكل عام وشامل والذي ينعكس بدوره على التقدم والتطور في ذلك المجتمع.
مما يجعلنا نتطرق للشق الآخر من فوائد الرضاعة للطفل ألا وهو فوائد الرضاعة الطبيعية للام و الذي لا يقل أهمية عن الشق الأول.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والأم معاً
اكتشف العلماء العديد من فوائد الرضاعة للطفل والأم وفيما يلي بعضاً منها:
1. تعزيز الارتباط العاطفي: تعتبر الرضاعة الطبيعية فرصة للتواصل الحميم وتعزيز الارتباط العاطفي بين الأم والطفل حيث يمكن للأم أن تشعر بالسعادة والارتياح أثناء تغذية طفلها وتعزيز الشعور بالتواصل العاطفي الأبدي المميز بينهما.
2. الحد من مخاطر الإصابة بالأمراض: يحتوي حليب الأم على مضادات حيوية طبيعية ومواد مضادة للالتهابات ومكونات مناعية أخرى، مما يساعد على حماية الطفل من الإصابة بالعديد من الأمراض والعدوى، بما في ذلك التهاب الأذن الوسطى والتهاب الجهاز التنفسي العلوي والإسهال والتهابات المسالك البولية.
3. تعزيز النمو الصحي: يحتوي حليب الأم على تركيبة غذائية مثالية لتلبية احتياجات الطفل الرضيع. فهو يحتوي على البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والمواد المضادة للأكسدة التي يحتاجها الطفل لتطوير نموه ونضجه العقلي والجسدي بشكل صحي مما يعزز من فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل.
4. تقليل مخاطر الحساسية والربو: أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتمتعون بالرضاعة الطبيعية
لفترة أطول عرضة لمخاطر أقل للإصابة بالحساسية والربو يعتقد أن هذا يرجع إلى الحماية التي تقدمها فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل من المواد المسببة للحساسية و العوامل المحتملة لتطوير الربو.
5. التقليل من مخاطر الإصابة بالسمنة: تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية يكونون أقل عرضة للإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة والحياة المبكرة. يُعزى ذلك جزئيًا إلى حقيقة أنه من فوائد الرضاعة للطفل أنهم أطفال يتحكمون بشكل أفضل في كمية الطعام التي يستهلكونها، وقد يكون للحليب الطبيعي تأثير إيجابي على التوزيع الصحيح للدهون في الجسم.
6. الحفاظ على صحة القلب: تساهم الرضاعة الطبيعية في الحفاظ على صحة القلب لدى الأم حيث أنها تعتبر نشاط بدني منتظم تقوم به الأم طوال فترة الرضاعة التي تمتد أحياناً إلى عامين متواصلين.
7. عودة الرحم الى حجمه الطبيعي بعد الولادة حيث تعتبر الرضاعة الطبيعية نشاطاً بدنيا يساعد على حرق السعرات الحرارية والمساهمة في فقدان الوزن المكتسب أثناء الحمل بعد الولادة.
8. كذلك من فوائد الرضاعة الطبيعية للام والتي لها عظيم الأهمية المساهمة في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي و المبيض وسرطان الرحم وهي من الأمراض الخطيرة التي تصيب النساء بشكل عام والأمهات بشكل خاص.
9. فقدان الوزن بعد الولادة : وتعد من أهم فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والأم حيث أنها تساعد الرضاعة الطبيعية على فقدان الوزن الذي اكتسبته الأم أثناء الحمل.
10. الراحة والسرعة: من فوائد الرضاعة للطفل من ثدي الأم أنها توفر الراحة للأم، حيث لا تحتاج إلى إعداد الزجاجات وتسخين الحليب وتنظيفها مما يوفر الوقت والمجهود على الأم.
ومن الجدير بالذكر أن فوائد الرضاعةللطفل والأم قد تختلف بين الأمهات حيث تعتمد على الاحتياجات الفردية والظروف الصحية ويجب قبل اتخاذ قرار بشأن الاختيار بين الرضاعة الصناعي وفوائد الرضاعة للطفل والأم استشارة الطبيب المختص للمساعدة في اختيار المناسب لكلاً من الأم والطفل مع الأخذ في الاعتبار توصيات منظمة الصحة العالمية بالحفاظ على الرضاعة الطبيعية لمدة الستة أشهر الأولى من حياة الطفل على الأقل.
أهمية فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والأم في الإسلام
هناك عدة أدلة دينية تؤكد على أهمية فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والأم في الإسلام منها:
1. أمر الله: يُعتبر الرضاعة الطبيعية أمرًا مباشرًا من الله في القرآن الكريم. يقول الله تعالى في الآية الكريمة: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ” (البقرة: 233). هذه الآية تشجع الأمهات على تقديم الرضاعة الطبيعية لأطفالهن.
2. يعتبر إرضاع الطفل من قبل الأم في الإسلام فضيلة عظيمة ويمنح الأم ثوابًا من عند الله. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تموت الولدان إلا ولهم الذي يرضعون، ولا يموت الأموات إلا وهم على ما كانوا عليه” (صحيح مسلم).
3. الرضاعة الطبيعية تعزز الرحمة والمحبة بين الأم والطفل وتعزز الرابطة العاطفية بينهما. تعتبر هذه الرابطة مهمة في الإسلام، حيث يشجع الدين على بناء علاقة قوية ومحبة بين الأم والطفل.
4. تشجع الرضاعة الطبيعية على توفير التغذية الصحية والمتوازنة للطفل يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية اللازمة لنمو وتطور الطفل وتقوية جهاز المناعة مما يعود بالنفع على الأسرة أولاً والمجتمع بأسره ثانياً.
ومن كل ما سبق نجد الأهمية العظيمة لتعزيز قيمة فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل والأم في المجتمعات بشكل عام.