فروق يوم التروية بين الماضي والحاضر
في يوم التروية ومع حلول موسم الحج والتطورات الكبيرة في النقل والبنية التحتية التي قامت بها المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج على مدى العقود الماضية، تعود بعض الاهتمامات إلى صور وروايات الحج في الزمن القديم مقارنة بالحاضر. صور أرشيفية تظهر حجاج بيت الله الحرام وهم يتوافدون إلى مشعر منى سابقاً عبر الدواب أو الحافلات القديمة، وعمليات نصب الخيام بالطرق التقليدية.
كان الحج قديماً تجربة شاقة ومحفوفة بالمخاطر، حيث كان الحجاج يسيرون لأيام عديدة من أقصى نقاط أرضهم إلى المشاعر المقدسة، يتحملون لهيب الشمس اللاهبة وأحياناً أمطاراً غزيرة وعواصف وسيولاً جارفة.
صباح اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ما زال حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، يقربون أنفسهم إلى الله تعالى راجين منه القبول والمغفرة، متبعين سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير.
يوم التروية في اليوم الثامن من ذي الحجة يأخذ اسمه من عملية التروية بالماء، حيث كان الناس يتروون بالماء ويحملونه بالراويات إلى منى، استعداداً ليوم عرفة في التاسع من ذي الحجة. يقيم حجاج بيت الله الحرام بمشعر منى ليلاً، وفقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤدون خمس صلوات: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة.