كل ما يخص علم الفرائض
ما هي تعريف علم الفرائض ؟ علم الفرائض هو علم من علوم الفقه الإسلامي الذي يهتم بدراسة وتقسيم الميراث بعد وفاة المورث وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. يُسمى أيضًا علم الميراث ويقوم على تحديد الأنصبة المستحقة لكل وارث من التركة بناءً على النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.
أهمية علم الفرائض
هذا العلم من أهم العلوم الشرعية لأنه:
يضمن توزيع الميراث بالعدل يسهم في توزيع التركة بين الورثة بطريقة عادلة ومنظمة وفقًا لأحكام الشرع.
يحفظ حقوق الورثة ويمنع الظلم أو الاعتداء على حقوق الآخرين.
يعزز التكافل الاجتماعي يساهم في تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية من خلال توزيع الثروة بشكل عادل.
ما هي مصادر علم الفرائض
القرآن الكريم : الآيات 11 و 12 و176 من سورة النساء هي الأساس الذي تعتمد عليه أحكام الفرائض.
الآيتان 11 و12 من سورة النساء تتناولان جزءًا من أحكام الميراث في الإسلام حيث تحددان أنصبة بعض الورثة وكيفية توزيع التركة.
اليكم نص الآيتين مع تفسير مختصر:
“يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء: 11).
التفسير:
- للذكر مثل حظ الأنثيين: يحدد نصيب الذكر من الميراث بأنه ضعف نصيب الأنثى.
- فإن كن نساء فوق اثنتين : إذا كان الورثة بنات فقط وكانت البنات أكثر من اثنتين فإنهن يأخذن ثلثي التركة.
- إن كانت واحدة فلها النصف: إذ كانت البنت الوحيدة فإنها ترث نصف التركة.
- ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد: يرث كل من الأب والأم سدس التركة إذا كان للميت ولد.
- فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث : إذا لم يكن للميت ولد وكان الورثة الأب والأم فقط فإن الأم ترث الثلث.
- فإن كان له إخوة فلأمه السدس : إذا كان للميت إخوة فإن الأم ترث السدس.
- من بعد وصية يوصي بها أو دين : يتم توزيع التركة بعد تسديد الدين وتنفيذ الوصية.
الآية 12 من سورة النساء
“وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ ۚ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ”** (النساء: 12).
التفسير:
- ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد: يرث الزوج نصف تركة زوجته إذا لم يكن لها ولد.
- فإن كان لهن ولد فلكم الربع : إذا كان للزوجة ولد فإن الزوج يرث الربع.
- ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد : ترث الزوجة ربع تركة زوجها إذا لم يكن له ولد.
- فإن كان لكم ولد فلهن الثمن: إذا كان للزوج ولد فإن الزوجة ترث الثمن.
- وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلِكُلٍّ واحد منهما السدس: إذا توفي شخص ولم يكن له والد أو ولد ولكن له أخ أو أخت من الأم فإن كل واحد منهما يرث السدس.
- فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث: إذا كانوا أكثر من واحد فإنهم يشتركون في الثلث.
- من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار: التوزيع يتم بعد تنفيذ الوصية وتسديد الديون دون إلحاق ضرر بالورثة.
- [توضح الآيتان 11 و12 من سورة النساء الأنصبة المحددة لكل وارث في حالات مختلفة وتؤكد على أهمية تنفيذ الوصية وتسديد الديون قبل تقسيم التركة ].
- هذا النظام يهدف إلى تحقيق العدالة في توزيع الميراث وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
- المصدر الثاني السنة النبوية: الأحاديث النبوية التي تشرح وتفصل أحكام الميراث.
اليكم الأحاديث النبوية المتعلقة بعلم الفرائض
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: “ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر”.
(رواه البخاري ومسلم) هذا الحديث يشير إلى أهمية إعطاء أصحاب الفروض نصيبهم من الميراث قبل توزيع الباقي على الورثة الآخرين.
- حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، هاتان ابنتا سعد قتل أبوهما معك يوم أحد، وإن عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالاً، ولا يُنْكَحان إلا ولهما مال. قال: “يقضي الله في ذلك”. فنزلت آية المواريث، فأرسل النبي ﷺ إلى عمهما: “أعط بنتي سعد الثلثين، وأعط أمهما الثمن، ومابقي فهو لك”.
(رواه أبو داود والترمذي) هذا الحديث يُبين كيفية توزيع الميراث بموجب آيات المواريث من القرآن.
- حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “العلم ثلاثة: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة، وما سوى ذلك فهو فضل”.
(رواه أبو داود وابن ماجه) هذا الحديث يوضح أن علم الفرائض جزء أساسي من العلوم الشرعية إلى جانب القرآن والسنة .
- اتفق علماء الفقه على بعض القواعد والأحكام في توزيع الميراث.
- علم الفرائض يسهم في بناء مجتمع عادل ومتوازن من خلال ضمان توزيع الثروة بشكل عادل بين أفراد الأسرة.
- كما يساعد في تقليل النزاعات والخلافات العائلية حول التركة ويعزز من روح التعاون والتكافل بين الأفراد.
الخاتمة
في الختام علم الفرائض ليس مجرد مجموعة من الأحكام الفقهية بل هو نظام متكامل يهدف إلى تحقيق التوازن والعدل في توزيع الثروات بين أفراد المجتمع. و فهم هذا العلم وتطبيقه يعكس مدى التزام المسلمين بتعاليم دينهم ويحمل في طياته حكمة عظيمة تعزز من الترابط والتماسك الاجتماعي. لذا من الضروري على المسلمين أن يحرصوا على دراسة هذا العلم وتطبيقه كما ورد في الكتاب والسنة ليكونوا على بينة من حقوقهم وواجباتهم الشرعية مما يسهم في بناء مجتمع قوي قائم على العدل والمساواة.