إسلاميات

زكاة المال في الإسلام

زكاة المال في الإسلام و في الشرع، يتم صرفها في مصارف الزكاة للمستحقين. تعتبر الزكاة واجبة على الأموال، بما في ذلك الأموال النقدية والعينية، التي تجب فيها الزكاة. تشمل أموال الزكاة النقد والمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، بالإضافة إلى المعادن الأخرى، وكذلك المجوهرات والحلي. تفرض زكاة التجارة على أموال التجارة وتسدد بنسبة معينة. وهناك أيضًا زكاة للزروع والثمار تفرض على أصحاب الأراضي الزراعية، وزكاة للأنعام مثل الإبل والبقر والغنم. بعض الأشخاص أيضًا ملزمون بدفع زكاة الخيول. وتفرض أيضًا زكاة على العملات المعدنية والورقية. تتميز أموال الزكاة بأنها معيار محدد من الأموال وتخصص للصرف في مصارف الزكاة للفقراء والمحتاجين وغيرهم من المستحقين.

الزكاة ركن من اركان الاسلام الخمس 

الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي طريقة لتوزيع الثروة بين أفراد المجتمع بشكل عادل ومناسب. تعتبر الزكاة واجباً على كل مسلم يملك مقداراً معيناً من الثروة، وتُدفع سنوياً بنسبة معينة من المال أو الأصول.

من المهم أن نفهم أن الزكاة ليست مجرد واجب ديني بل هي أيضاً وسيلة لتوفير التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع. عن طريق دفع الزكاة، يمكن للأفراد الأكثر حاجة الاستفادة منها والحصول على مساعدة مالية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الزكاة على غرس قيمة المسؤولية الاجتماعية في قلوب المسلمين. فعندما يدفعون الزكاة، يدركون أنهم يلعبون دوراً هاماً في بناء المجتمع وتحسين أوضاع الفقراء والمحتاجين.

كما يجب أن نذكر أن الزكاة ليست مقتصرة فقط على زكاة الأموال، هي عبادة تشمل زكاة الأموال، زكاة الزروع والثمار، وزكاة الحيوانات. تعتبر الزكاة ركنًا أساسياً من أركان الإسلام، وهي واجبة على كل مسلم يستوفي الشروط المحددة.

تعتبر زكاة المال في الإسلام واحدة من أهم أنواع الزكاة. تفرض على الأفراد الذين يمتلكون مقدارًا معينًا من المال لمدة سنة كاملة. تقوم هذه الزكاة بتوزيع جزء صغير من المال على الفقراء والمحتاجين و المؤتمنين على توزيع الزكاة. من الجميل أن ترى المسلمين يتحسسون حاجات المحتاجين ويقدمون لهم الدعم المالي الذي يحتاجونه.

إلى جانب زكاة الأموال، هناك أيضًا زكاة الزروع والثمار. هذه الزكاة تفرض على المزارعين وأصحاب الأراضي الزراعية. يتم تحديد نسبة معينة من المحصول الزراعي أو الثمار، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. هذا يساهم في تحفيز المزارعين لزراعة المزيد من المحاصيل والعناية بها لضمان جودة المنتج النهائي.

وأيضًا لا يمكننا نسيان زكاة الحيوانات. تفرض على أولئك الذين يمتلكون حيوانات مثل الأبقار والأغنام والإبل. يجب أن يتم تحديد عدد معين من الحيوانات، دون الإضرار بتربية الماشية في نظام الإنتاج. يقوم المسلمون بتوزيع جزء من حاصل تربية الحيوانات على المحتاجين والفقراء.

باختصار، الزكاة ليست مجرد واجب مالي، بل هي أيضًا تعبير عن التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي، وتوفير المساعدة المالية للفقراء والمحتاجين وتخفيف آلامهم هو جزء من رؤية الإسلام للحياة الاجتماعية والاقتصادية، من خلال زكاتنا، نعبر عن تضامننا واهتمامنا ببناء مجتمع أفضل.

ما هي شروط وجوب زكاة المال في الإسلام ؟

تختلف شروط زكاة المال في الإسلام  وفقًا لنوع الممتلكات التي يتم دفع الزكاة عنها. في حالة المال السائل، يجب على المزكي أن يمتلك نصابًا معينًا من المال، وهو 85 جراما من الذهب أو 595 جراما من الفضة أو القيمة المعادلة لها في العملات النقدية أو الأنعام، ويجب أيضًا أن تكون الإبل خمسة رؤوس كحد أدنى. يجب أن يكون المذكي غنيًا وقادرًا على تمام الملك ليكون مستحقًا لدفع الزكاة، ولا يجب دفع الزكاة على المملوك لعدم ملكيته المال.

من جهة أخرى، زكاة المال في الإسلام فقط في حالة المال القابل للتصرف والملك المكتمل. بمعنى آخر، لا يجب دفع الزكاة على المال الموقوف في صناديق تصرفات عامة مثل الصندوق الخيري، أما عندما يتم تخصيص المال لأشخاص معينين فيتم دفع الزكاة عنه. علاوة على ذلك، يجب أن يكون الملك كاملًا، ولذلك لا يجب دفع الزكاة على المال الناقص مثل مخطوطات الكتابة المالية.

زكاة المال في الإسلام واجبة

الزكاة هي فريضة مشروعة بناءً على الدلائل التي تأتي من الكتاب والسنة والإجماع. ومن الدلائل القرآنية على وجوبها، الآية التي يأمر الله فيها المسلمين بأخذ صدقة من أموالهم لصالح الفقراء والمحتاجين. علق الإمام الشافعي على هذه الآية قائلاً: “إن الله أمر المسلمين بإخراج جزء من مالهم للفقراء والمحتاجين”.

بالنسبة لتفسير هذه الآية، قال ابن كثير: “أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ من أموال المسلمين صدقة لطهارتهم وتزكيتهم”. وهذا الأمر ينطبق على جميع المسلمين، وهو أمر عام. وعلى الرغم من وجود اعتراضات عند بعض الأشخاص حول دفع الزكاة إلى الخليفة، إلا أن الصحابة والصديق أبو بكر رضي الله عنهم قد نفذوا هذا الأمر بإخلاص تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى صديق قال: “والله لو منعوني عقالً ا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم على منعه “.

استنادًا إلى ذلك، يجب اعتبار دفع زكاة المال في الإسلام  إلى الخليفة أمرًا مشروعًا وواجبًا، تمامًا كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى في القرآن الكريم: “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون” (التوبة). وقال تعالى: “ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير” (آل عمران).

تشير هذه الآية القرآنية إلى أهمية إخراج زكاة الذهب والفضة، وتحذر الآية من حفظ الثروة وعدم إنفاقها في سبيل الله. إن من يكتمون المال ولا ينفقونه في الطاعات سيعاقبون بعذاب شديد في يوم القيامة، حيث ستكون نار جهنم على جباههم وجنوبهم وظهورهم.

وفي آية أخرى، يبين الله أن الذين يبخلون بما أعطوا من فضل الله ليس هذا خيرًا لهم، بل هو شرًا. وسيكون لهم عقاب يوم القيامة بسبب بخلهم، وتذكر الآية أن لله ميراث السماوات والأرض، وأنه بصفة مطلقة يعلم بكل ما نعمله.

وقد أوضح الإمام الشافعي تفسيره لهاتين الآيتين، حيث أشار إلى أن الله فرض الزكاة كأمر واجب. وأن من يمتنع عن دفع الزكاة يُعاقب على هذا الانتصاب على ما أمر به الله. وأيضًا نشير إلى أن الله بين أن الزكاة تجب على الذهب والفضة. وعندما يقول الله “لا ينفقونها في سبيل الله” فإن هناك من الطاعات التي يتعين علينا أن ننفق فيها الزكاة وغيرها.

نصاب زكاة المال في الإسلام

النصاب في زكاة المال في الإسلام  هو أحد شروط وجوبها. يشترط في بلوغ مال الزكاة قدراً معلوماً. بمعنى أنه لا يجب على الشخص أن يدفعها إلا إذا بلغ النصاب. وفي بداية الواجب الزكاة، فإن هذا الشرط يتحقق ويصبح واجبًا على الشخص دفع زكاة ماله.

أما بخصوص تجب الزكاة على ما زاد بحسابه في بعض الأموال، فإنه عندما يحاز الشخص على مال زائد فوق النصاب المعلوم في أموال معينة، يجب عليه أن يدفع زكاة هذا الزائد بنسبة معينة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت النسبة المحددة هي 2.5٪، فيتعين على الشخص أن يدفع 2.5٪ من قيمة هذا الزائد كزكاة.

وفيما يتعلق بالبلوغ القدر المعلوم في البعض الآخر من الأموال، فإنه يشترط أن يصل هذا الزائد في تلك الأموال إلى النصاب المحدد مسبقاً. وعند بلوغ هذا النصاب، تصبح زكاة هذا الزائد واجبة على الشخص.

بهذه الطريقة، يمكننا أن نفهم أن النصاب في زكاة المال في الإسلام  يعتبر شرطًا أساسيًا لوجوب الزكاة. ويرتبط ببلوغ مال الزكاة قدرًا معلومًا في البداية، وبلوغ الزائد قدرًا معلومًا في بعض الأموال، مما يجعل من الشخص مسؤولًا عن دفع الزكاة على هذه المبالغ المحددة وفقًا للنسبة المحددة. 

الأموال التي تجب فيها الزكاة

التصنيف الفقهي الأموال الزكوية، فإنها تشمل كل ما يقتنى ويملك من أصناف المال التي تجب فيها الزكاة. وتشمل هذه الأصناف المال النقدي والعرضي والمتقوم، سواء كانت نقوداً أو أموالاً أخرى. وتحدد الشرعية أنواع هذه الأصناف وحجم مقادير الزكاة المفروضة عليها وتحدد أيضًا الأغراض التي يمكن أن تتصرف فيها هذه الزكاة.

من بين الأموال الزكوية المهمة التي يجب على المسلم إخراجزكاة المال في الإسلام فيها هي أموال الحيوانات مثل الإبل والبقر والغنم، وأيضًا أموال النباتات مثل الزروع والثمار. كما يجب إخراج الزكاة في أموال النقد مثل الذهب والفضة، وفي أموال التجارة والركاز والمعدن والفلوس والعملات المعدنية والورقية، بالإضافة إلى أموال الحلي.

وفي اللغة، يقصد بالمال كل ما له قيمة ويملكه الإنسان من مختلف الأشياء. ويعتبر المال من الذهب والفضة أصلاً، ثم تطلق هذه الكلمة على كل ما يقتنى ويملك من ممتلكات. ويشير بعض العرب إلى الإبل عند استخدامهم لكلمة المال بسبب كثرتها كأموال.

تعتبر الماشية أحد الأموال التي يستثمر فيها العرب، وخاصة الإبل، لأنها كانت تشكل جزء كبير من ثرواتهم. وبالنسبة لمفهوم الزكاة في الشرع، فهي تشير إلى المال الذي يجب دفع زكاته، ويشمل النقد والمواشي والنبات، وتحدد معايير خاصة لحسابه. وفي كتاب “البحر الرائق” ورد قول محمد بن الحسن بأن المال يشمل كل ما يملكه الناس من نقد وعروض وحيوانات وغيرها، ولكن في العادة، يشير مصطلح المال إلى النقد، أي الذهب والفضة، والعروض. وذكر ابن عابدين في باب زكاة المال في الإسلام  أن المال يشير إلى الممتلكات التي لا تختلف قيمتها. وفي القرآن الكريم ذكر أنه يجب أن يأخذ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الصدقة من أموال المسلمين، وهذا اللفظ يدل على وجوب أن يأخذ من أموالهم ولا يكون الأخذ واجبًا إلا فيما هو واجب. وقال الشافعي: “أمره أن يأخذ منهم ما هو واجب عليهم.” ورغم أن الآية نزلت في سياق توبة الذين خلطوا بين عمل صالح وآخر سيء، إلا أنها تعبر بشكل عام عن وجوب أخذ الصدقة، وليس مقصورة على تلك الحالة الخاصة في عصر النبوة. وذكر ابن كثير في تفسير الآية أن الخطاب عام ولا يقتصر على الذين أخذت منهم الصدقة في العصر النبوي. 

متى تكون زكاة المال في الإسلام  واجبة؟ 

لكي تصبح مؤهلا لدفع الزكاة، يجب أن تمتلك ثروة تتجاوز قيمة النصاب. ومع ذلك، لست مضطرًا لدفع أي مبلغ في تلك اللحظة الفورية التي تجاوزت فيها قيمة النصاب.

إذا تجاوزت ثروتك قيمة النصاب في تلك اللحظة، فيتعين عليك دفع الزكاة بعد مرور حول كامل، ما لم يتناقص مبلغ ثروتك أو ينخفض دون النصاب قبل نهاية العام الهجري.

في حالة بقاء ثروتك تتجاوز النصاب في نهاية السنة الهجرية القادمة، فيجب عليك دفع الزكاة على قيمة ثروتك في ذلك التاريخ المستقبلي.

لا يهم ما إذا كانت ثروتك ستنخفض أو ترتفع خلال العام الهجري، حيث يتم حساب الزكاة ودفعها استنادًا إلى قيمة ثروتك في نهاية السنة الهجرية، طالما أن تلك القيمة لا تزال تتجاوز النصاب المقرر.

على من تكون زكاة المال واجبة؟

زكاة المال في الإسلام على المسلم العاقل البالغ. 

وفى الختام، يعتبر دفع الزكاة هو حق وفرض ديني على المسلمين، ولكن هناك قواعد وشروط لحساب ودفع الزكاة، وفقا لترتيبات الشرع الإسلامي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى