فرص التوصل لاتفاقية منعدمة بعد رد حماس
في ظل المفاوضات المعقدة التي تقودها الوسطاء، يرى مسؤولون إسرائيليون أن فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أصبحت ضئيلة.
وفقًا لتقرير جديد، ينتاب إسرائيل تشاؤم بعد رد حماس على اقتراح صفقة تبادل الأسرى، ووصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الرد بأنه “أحد أكثر العروض تعنتًا يمكن أن تقدمه حماس”.
ونقلت الصحيفة، بناءً على تصريح من مسؤول لم يكشف عن اسمه، أن إسرائيل أجرت تحليلا عميقا لرد حماس، واستنتجت أن فرص التوصل إلى اتفاق في هذه الظروف تعتبر معدومة.
وأفادت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش الوضع مع كبار قادة الأجهزة الأمنية عبر الهاتف بعد رد حماس.
وأفاد مسؤولون كبار في إسرائيل بأن حماس ترى أن الوضع في إسرائيل صعب، وتستطيع أن تفرض شروطًا كبيرة.
وأشاروا إلى أن الحركة تعارض منح إسرائيل حق النقض على هوية 200 من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد، الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل عودة المجندات الأسرى، على الرغم من أن إسرائيل وافقت على التنازل عن حق النقض لنحو 100 من هؤلاء الأسرى.
بالإضافة إلى ذلك، تصر حركة حماس على تقديم مرحلة إعادة إعمار قطاع غزة من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الأولى. كما ترفض بشدة طلب إسرائيل بنقل الأسرى الفلسطينيين إلى قطاع غزة أو إلى خارجه، وتصر على إطلاق سراحهم إلى أماكن إقامتهم الأصلية، بما في ذلك الضفة الغربية.
وأكد التقرير أن حركة حماس تصر ليس فقط على ضمانات أميركية بوقف القتال، ولكن أيضًا على ضمانات من الصين وروسيا وتركيا، وهذا ما لا يُقبل من وجهة نظر إسرائيلية.
أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن رد حماس يظهر عدم ثقتها بإسرائيل، وأن زعيمها في غزة، يحيى السنوار، يعتقد بأن إسرائيل ستتخذ إجراءات تفجير الاتفاق بسبب أي خلاف صغير. وبالتالي، يصر السنوار على التوافق على كافة الجوانب حتى قبل المرحلة الأولى، بهدف دخول إسرائيل في المرحلة الإنسانية الأولى للصفقة.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أن حماس تدرك أن الحرب انتهت ولا مجال للمزيد من التصعيد، وذلك على حد زعمها.
كما جاء التقرير بعد أن اعتبرت حماس أن تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بتحميلها مسؤولية تعثر التوصل لاتفاق لا يعدو أن يكون تواطؤًا أميركيًا مع إسرائيل. هذا وفقًا لتصريحات كبير الدبلوماسيين الأميركيين الذي أشار إلى ضرورة أن تقبل حماس بالمقترح المطروح كما هو، مؤكدًا أنه إذا استمرت الحركة في رفض الاقتراح، فسيكون من الواضح أنها اختارت الاستمرار في الصراع.
في بيان صدر يوم الخميس، أكدت حماس أنها استجابت بإيجابية لمقترح التوصل لاتفاق شامل.
وأوضحت أنها تعاملت بمسؤولية تامة مع مقترحات التوصل لاتفاق بشأن وقف النار وعمليات التبادل.
في بيان للإدارة الأميركية، طالبت حماس بضرورة توجيه الضغط نحو حكومة إسرائيل لقبول اتفاق يمكن أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.
وأشارت حماس إلى أن المسؤولين الأميركيين يدعون أن إسرائيل قبلت المقترح الذي قدمه الرئيس جو بايدن في 31 مايو/أيار، لكنها لم تسمع أي ترحيب أو موافقة من قبل نتنياهو وحكومته.
يجري الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) جهودًا مستمرة لدفع عملية التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد تسلم الحركة لردٍّ أمس.
وذكر مراسل “العربية/الحدث” أن وفدًا مشتركًا من حركتي حماس والجهاد قدم رد الفصائل للوسطاء في قطر خلال لقاء مع رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع إخطار القاهرة بتفاصيل هذا اللقاء.