الشاعر امرؤ القيس
الشاعر امرؤ القيس هو شاعر عربي جاهلي ويعد من أبرز الشعراء الذين ذكرهم التاريخ وكان من أشهر الشعراء في الجاهلية وهو صاحب أشهر معلقة من المعلقات السبع، وكان لا يكتب المعلقات الا امهر الشعراء.
سبب تسمية المعلقات بهذا الاسم:
● تعددت الأقوال حول سبب تسمية المعلقات بهذا الاسم فمنهم من قال انه تم تسميتها هكذا لأنها كانت تعلق على استار الكعبة ، وقيل أيضا إنها كانت تعلق بالأذهان، وأنها تشبه العقد الذي يعلق على أعناق النساء.
نشأة الشاعر امرؤ القيس :
ولد امرؤ القيس في نجد في شبه الجزيرة العربية وذلك عام 501 ميلادية، وكانت والدته فاطمة بنت ربيعة التغلبي ووالده حجر بن الحارث وجده ربيعة بن الحارث التغلبي، وكان لقب امرؤ القيس بعدة ألقاب ذو القروح ، الملك الضليل ، أبي الحارث ، أبي وهب ، أبى يزيد وذو القروح .
كان امرؤ القيس من أهل نجد وكانت الديار التي وصفها في شعره كانت ديار بني أسد، وتنقل امرؤ القيس في أماكن متعددة من شبه الجزيرة العربية حتى وصل إلى القسطنطينية عاصمة الروم.
نشأ امرؤ القيس مترفا وكان أبوه حجر ملك على غطفان وبني اسد، وتعلم امرؤ القيس الشعر من خاله الشاعر المهلهل التغلبي وتعلمه من صغره ، كان الشاعر امرؤ القيس دائما ما ينسق الشعر الاباحى وكان دائم المخالطة بالصعاليك على الرغم من أن أباه نهاه كثيرا عن فعل ذلك ولكنه لم يكن يستمع لنصح والده ، ولما يئس والده منه فقام بطرده إلى موقع وموطن قبيلته بدمون في حضرموت عندما كان عمره عشرين عاما فلما قضى فيها خمس سنوات حتى أصبح سائرا مع أصدقائه وكان لا يهمه سوى السعي وراء اللهو والعبث والغزو والطرب وأصبح هائما في بلاد العرب.
أشعار الشاعر امرؤ القيس وما اشتهر به:
واشتهر امرؤ القيس بغزله الفاحش وكان يروي القصص الغرامية، فهو من أول الشعراء الذين قاموا بإدخال الشعر داخل مخادع السيدات، وخالف امرؤ القيس نهج بيئته في الشعر وأيضا قام بعمل لنفسه طريق خاص به حيث اتخذ لنفسه سيرة لاهية تبغضها الملوك.
نقطة التحول في حياة الشاعر امرؤ القيس هي عندما ثار وهاج أفراد قبيلة بني اسد على والد الشاعر فقاموا بقتله.
كان امرؤ القيس جالس يشرب الخمر فتلقى وقتها خبر مقتل والده وقال حينها جملته الشهيره ” رحم الله أبي ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا “.
وهنا أخذ امرؤ القيس على نفسه أمر الثأر لوالده، واسترجاع حكم كنده بعد أن سلبه منهم بني أسد، وبعدها حلف امرؤ القيس أن لا يغسل رأسه ولا يشرب الخمر، وقام بجمع أنصاره وقام واستنجاد قبائل أخواله بكر وتغلب، وثار امرؤ القيس وقتل عددا كبيرا من بني أسد، فاطلب بني أسد من امرؤ القيس أن يفدوه بمئه منه ولكنه رفض، وتخلت عنه قبائل اخواله بكر وتغلب، ونظم شعرا كثيرا في تلك الأحداث.
واضطر الشاعر امرؤ القيس بمواجهة المنذر ملك الحيرة، ولكن المنذر استعان بكسرى ملك الفرس على امرؤ القيس، وذلك دعا امرؤ القيس أن يسرع لكي يستنجد بالقبائل ولكن بدون جدوى، ولهذا السبب سمي امرؤ القيس بلقب الملك الضليل.
حتى قرر الشاعر امرؤ القيس الاستنجاد بالسموأل فى تيماء، وسأله امرؤ القيس بأن يكتب له مرسولا إلى الحارث بن شمر الغساني ليقوم بالتوسط له لدى قيصر الروم في القسطنطينية ليقوم واستنجاده، ويقوم بتعزيز حلفائها من العرب، ثم توجه امرؤ القيس إلى تيماء واستودع واتخذ دروعا كان يتوارثها ملوك كندة، وذهب إلى القسطنطينية بهدف لقاء القيصر جوستنيان الأول مع عمرو بن قميئة ولكن تذمر عليه عمرو بن قميئة وقال امرؤ القيس ” غررت بنا ” ولكن اجابه بقصيدة وقام بتشجيعه فيها، ولما وصل امرؤ القيس إلى القيصر قام بإكرامه وقام بتقريبه منه، وأرسل القيصر جوستنيان الأول مع امرئ القيس جيشا ليقوم باستعادة ملك أبيه من بني أسد، ولكن حدث ما لم يكن ببال امرؤ القيس وهو أن القيصر لم يف بوعده معه وحقد عليه وأرسل إليه جبه مسمومة فما لبث امرؤ القيس الا ان لبسها حتى تسمم جسمه ومات، وهناك رواية أخرى عن وفاة امرئ القيس حيث قيل إنه القيصر لم يف بالعهد.لكنه لم يقتله ولكن أثناء عودته تمت إصابته بالجدري مما تسبب في تقرح جسده بالكامل لذلك اطلق عليه ” ذي القروح “.
وتوفي امرؤ القيس عام 540 ميلادية ودفن في تلة حضرليك في أنقرة بتركيا.
فلم يعش الشاعر كثيرا ولكنه ترك العديد من السجلات المدونة باسمه و براعته الشعرية وبطولاته الحربيه.
دين الشاعر امرؤ القيس :
حدث خلاف كبير في نقطه ديانته فلكل من الباحثون حجة يستندون عليها من أشعاره لهذه الديانات.
قيل عن امرؤ القيس أنه وثني وقيل أيضا إنها مزدكي وقيل إنه نصراني ولكل من هذه الاستنتاجات تفسيرات في أشعاره.
اشعار الشاعر امرؤ القيس:
مطلع معلقة امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمال
ترى بعر الآرام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل
كأني غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفا بها صحبى على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجمل
وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من معول؟
كتب أيضا امرؤ القيس قصيدة يصف فيها فرسه مطلعها:
▪︎ وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنه كما زلت الصفواء بالمتنزل
ذكر امرؤ القيس كثيرا من أسماء للنساء في شعره وكانت له العديد من الأشعار الغزلية فمنها :
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي
بسهميك في الشارع قلب مقتل
وبيضة خدر لا يرام خباؤها
تمتعت من لهو بها غير معجل
هل عاصر الشاعر امرؤ القيس العصر الإسلامي ورسول الله صلى الله عليه وسلم:-
عاصر امرؤ القيس نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ودخل الى الإسلام وشارك مع المجاهدين في حرب اليرموك وأيضا حروب الردة التي حدثت ضد المرتدين وتوفي الشاعر أثناء خلافة ” عثمان بن عفان رضي الله عنه ”
موت والد الشاعر امرؤ القيس :
على الرغم من أن امرأ القيس لم يكن الأكبر بين إخوانه ولكنه هو من أخذ أمر الثأر لأبيه والانتقام من قاتليه على عاتقه ، وكانت وفاة والده نقطة تحول في حياته ونقلت حياته من اللهو واللعب إلى المسؤليه.
بعدها ظل يتنقل من بلد لأخرى ومن مكان لآخر حتى عندما توفى توفى خارج موطنه.
فكان قبل مقتل والده كان هو واصدقاؤه يسطون على العرب في منازلهم ويأخذون منهم ما يريدون ويتقاسمون سويا.
آراء النقاد في شعر امرؤ القيس :
يرون أن امرؤ القيس من أفضل الشعراء وأكثرهم تمكننا ومعانيه كانت تتميز بالدقة وتشبيهاته بليغة ووصفه كان بديعا.
حيث قال عنه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه :- أنه من أحسن الشعراء واسبقهم.
الشاعر امرؤ القيس أخذ الشعر العربي وانتقل به إلى مستوى جديد ومختلف ورفيع.
فهو ما زال يعرف بأنه واحد من أكبر وأفضل الشعراء العرب في العصر الجاهلي.