السنن المهجورة عن النبي
السنن المهجورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي جوانب من السنة النبوية التي قد يُهملها بعض الناس في حياتهم اليومية حيث تعتبر هذه السنن مهمة لتطبيق تعاليم الإسلام بشكل شامل في هذا المقال نستعرض لكم بعض السنن المهجورة عن النبي عليه افضل الصلاة والسلام وأهميتها في تعزيز العبادة والأخلاق وتحقيق السلام الداخلي.
من السنن المهجورة عن النبي ( الوضوء عند النوم )
الوضوء عند النوم هو من السنن المهجورة عن النبي فا هي تعني أنها من السنن التي قل تطبيقها بين الناس، ولكنها موصى بها شرعًا ويحث عليها الدين إليك شرحًا مفصلًا لهذه السنة:
- الحث على الوضوء عند النوم: تحث السنة النبوية على أن يتوضأ المسلم قبل أن ينام حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى أحدكم مضجعه فليتوضأ” (متفق عليه). يعتبر هذا الحث دليلاً على فضل الوضوء قبل النوم.
- الحفاظ على الطهارة الجسدية والروحية: يعد الوضوء قبل النوم وسيلة للحفاظ على النظافة الجسدية، كما أنه يعتبر تطهيرًا للنفس والقلب فالوضوء يمحو الذنوب ويرتقي بالشخص روحيًا.
- الوضوء والحماية من الشيطان: يُعتبر الوضوء قبل النوم وقاية من الشيطان، فإنه يحدث حاجزًا يحمي الإنسان في نومه من تأثيرات الشر.
- الاستمرار في العبادة: يُشجع المسلم على الاستمرار في أداء العبادات والطاعات، والوضوء قبل النوم يكون جزءًا من هذا الاستمرار في تطبيق السنن النبوية.
- التأهب للعبادة: يجعل الوضوء الشخص جاهزًا لأداء العبادات في أي وقت، فعندما يتوضأ المسلم قبل النوم فإنه يكون مستعدًا لصلاة الفجر دون حاجة للوضوء من جديد.
فإن الوضوء قبل النوم يعد من السنن المهجورة عن النبي ولكنها موصى بها شرعًا إذ يحمل فوائد عديدة تتعلق بالطهارة الجسدية والروحية والاستعداد لأداء العبادات بحسب ما يرضي الله تعالى فإن الحث على الوضوء قبل النوم وبيان فضله تأتينا من خلال أحاديث نبوية مهمة حيث قال ابن عمر رضي الله عنهما “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‘من بات طاهرًا بات في شعاره ملكٌ، فلم يستيقظ إلا قال الملك: ‘اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهراً.'” هذا يشير إلى أن النوم والإفطار وهو على حالة الطهارة يحمي الإنسان من التشوهات الروحية ويستحق العناية بهذه السنة.
كما أوضح الشعار أنه اللباس الملاصق للجسم وسُمي بذلك لأنه يُلتِ الشعر.
وفي صحيح البخاري روى البراء بن عازب رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتيتَ مضجعكَ فتوضأ للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: ‘اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك.'” هذا الدعاء يبرز الثقة في الله والتوكل عليه قبل النوم.
من خلال هذه الأحاديث يظهر أن النوم على طهارة له فوائد عظيمة:
فوائد النوم علي طهارة
- يُؤمن الإنسان من الاستيقاظ بحالة طاهرة في حال وقوع الموت.
- يستحق المؤمن دعوات الملائكة ورحمتهم له.
- يجعل الرؤيا صافية وأكثر صدقًا، ويبعد تدخلات الشيطان.
- يحمي من تأثيرات الشياطين في الأحلام والكوابيس.
- يؤثر إيجابيًا على الروح بما يتعلق بمرحلة الموت وما بعدها، كما أشار ابن عباس بأن الأرواح تعود إلى حالة الطهارة التي كان عليها المسلم.
إن استمرار الإنسان على هذه السنن النبوية المهجورة يسهم في تعزيز الطمأنينة والراحة النفسية أثناء النوم وفي كل لحظة من حياته والحماية من كل شئ سلبي وخاصة الجاثوم.
من السنن المهجورة عن النبي ( إخبار المرء أخاه بأنه يحبه في الله )
سنة إخبار المرء أخاه بأنه يحبه في الله هي من السنن المهجورة عن النبي و تعني أنها من السنن التي قل تطبيقها بين الناس في العصر الحالي على الرغم من أهميتها وفضلها في الدين.
- معنى الحب في الله يعني أن الشخص يحب أخاه في الله بسبب إيمانهم بالله والتزامهم بالقيم والأخلاق الإسلامية هذا الحب هو حب مقدس وصادق يستند إلى المحبة لله ولأجل الله.
- فضل إخبار الآخر بالحب في الله: يعد إخبار الشخص الآخر بأنك تحبه في الله أمرًا يجلب الود والتآلف بين المؤمنين. فهو يزيد في التواصل والترابط بين الأخوة المسلمين.
- التأثير الإيجابي على العلاقات: يعزز هذا الإعلان للمحبة في الله الروابط الإنسانية الصادقة ويعمق العلاقات بين الأفراد في المجتمع المسلم.
- المحبة في الله والمواساة: إخبار الآخر بأنك تحبه في الله يعكس مستوى عالٍ من المودة والمواساة، ويعزز الروح الإيجابية في العلاقات الإنسانية.
- المحبة كجزء من الإيمان: تعتبر المحبة في الله جزءًا من الإيمان، وإعلانها لأخيك في الله يعكس إدراكًا عميقًا للقيم الإسلامية والروحانية.
سنة إخبار المرء أخاه أنه يحبه في الله تعزز العلاقات الإنسانية الصالحة وتعمق الترابط الإيماني بين المسلمين. إن تطبيق هذه السنة يسهم في بناء مجتمع إسلامي مترابط
حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على التآخي و التوادد والتحابب بينهم ليكونوا كجسد واحد حيث يشعر كل فرد بالآخر كما يشعر الجسد بكل أعضائه. ولتعزيز هذه المحبة والترابط بينهم، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بإخبار المؤمن أخاه أنه يحبه في الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه: “إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه” وهذا الحديث مروي عنه في كتب السنة المعتبرة مثل رواية لأبو داود والترمذي.
تبرز هذه السنة النبوية العظيمة روح التعاون والتآلف بين أفراد المجتمع المسلم، وتعزز الروابط الإنسانية المبنية على المحبة في الله. إعلام الآخر بأنك تحبه في الله يعزز الثقة والتفاهم المتبادل، ويجعل العلاقات أكثر قوة وصدقًا، ويسهم في بناء جو من الألفة والمودة بين المؤمنين.
لذا فإن الالتزام بهذه السنة يعكس الروحانية الإسلامية النبيلة ويسهم في تعزيز الروابط الإنسانية الطيبة وبناء مجتمع يسوده الحب والتآلف.
تأكدت الأحاديث التالية من أهمية إعلام المرء أخاه بأنه يحبه في الله حتى لو كان ذلك يستدعي زيارته إلى بيته. في قصة أنس بن مالك رضي الله عنه، كان جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مرَّ رجلٌ وأعرب عن حبه لرجلٍ آخر من الحضور. فسأله أحد الحاضرين: “هل أخبرته بذلك؟”، فأجاب بالنفي. فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوم ويخبره ففعل الرجل ذلك وأعرب عن مشاعره فرد عليه الآخر بالمثل معربًا عن حبه له في الله.
السر في إعلام المسلم أخاه بأنه يحبه في الله يكمن في تعزيز الألفة والمحبة بينهما. حيث روى علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليُبَيِّن له، فإنه خير في الألفة وأبقى في المودة”، وحسنه الألباني.
إعلام المسلم أخاه بأنه يحبه في الله يثبت الألفة ويعزز المودة بينهما، مما يعزز التضامن والتآلف بين المسلمين ويقوي العلاقات الإنسانية. وبفعل هذا الإعلام والتبادل بالمشاعر، ينمو الحب ويتعمق، ويزول الخلاف والضغائن بينهما، وهذا يعتبر من جوانب حسن الشريعة وأخلاقها الرفيعة.
لذا فإن الالتزام بتلك السنن النبوية يعكس قيم الأخوة والتعاون في المجتمع الإسلامي، ويساهم في بناء جسور من المودة والتفاهم بين الأفراد، مما يعزز السلام والوئام بين المسلمين.
من السنن المهجورة ( دعاء الإستيقاظ من النوم )
من السنن المهجورة عن النبي ايضاً دعاء الإستيقاظ من النوم يحث الإسلام المؤمنين على الحفاظ على اتصال دائم مع خالقهم ومولاهم ليحيوا ضمائرهم ويزكوا أنفسهم ويطهروا قلوبهم، ويستمدوا من ربهم العون والتوفيق.
الحلاوة في العبادة والعبودية لا تأتي إلا من خلال هذا الاتصال القوي الذي يعيد للإنسان نشاطه وحيويته. قال الحسن البصري رحمه الله: “ابحثوا عن الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن. إن وجدتموها فذلك ممتاز، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق”.
عندما يذكر العبد ربه يُذكره الله تعالى ويتولاه بحفظه وعنايته ورعايته. في الحديث الشريف: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني. فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم” (رواه البخاري ومسلم).
الذكر له أوقات عامة وأوقات خاصة وفقًا للسنة النبوية. ومن بين هذه الأذكار الهامة التي أصبحت مهملة هي الدعاء عندما يستيقظ الشخص من نومه في الليل.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من استيقظ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا فإن استجيب له. وإن توضأ وصلى، قُبِلت صلاته” (رواه البخاري).
الاستيقاظ من النوم في الليل والذكر في هذه اللحظات المميزة يعكس رغبة العبد الصادقة في قرب الله وتوفيقه. يجب على كل عبد أن يحرص على ممارسة الذكر في هذه الأوقات المميزة، والتوجه بصدق وخشوع إلى الله في الدعاء والصلاة.
تختلف الأعمال والقربات حسب الأوقات والأماكن والحالات حيث تكون بعض الأوقات أفضل من غيرها، وتتفوق بعض الأماكن على غيرها، وتبرز بعض الحالات عن الأخرى. إن هذا من حكمة الله العظيمة، إذ يخلق ما يشاء ويختار.
عندما نتأمل في فضيلة بعض الأعمال، نجد أنها تتعدى مجرد الزمن، حيث تهدف إلى توجيه الانتباه عندما يغفل الناس وإلى التذكير في حالات اللهو، كما هو الحال في العبادة في أوقات الفتن وتشتت الأمور، وصلاة الليل عندما يستريح الناس، وفي فضيلة الدعاء في أوقات السوق عندما يشغل الناس أنفسهم بالتجارة.
من السنن المهجورة عن النبي إحياء ما بين العشاءين
من بين هذه الأعمال المهمة التي أصبحت من السنن المهجورة عن النبي صلي الله عليه وسلم هي إحياء صلاة ما بين المغرب والعشاء. استحبها أكثر الفقهاء وسموها “صلاة الغفلة”؛ لأنها تقع في وقت يغفل الناس عن الصلاة ويشتغلون بأمور أخرى.
وفي هذا السياق، قال حذيفة رضي الله عنه: “جئت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب، ثم صلى إلى العشاء”، ورواه النسائي بإسناد جيد وصححه الألباني.
ويؤكد ابن حجر على فضل هذه الصلاة، إذ يقول: الركعتان بين المغرب والعشاء سنة، وأكملها عشرون ركعة، واعتبرها الفقهاء دعاء السوق.
ينبغي للمؤمن استغلال هذا الوقت والمداومة على المرابطة فيه، والانتظار لصلاة العشاء؛ لأنه يجلب السكينة والهدوء للنفس، ويزيل هموم اليوم.
في الختام يجب الحفاظ على هذه العبادات القيمة التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، والتابعون والأئمة. إن إحياء صلاة ما بين المغرب والعشاء من السنن المهمة والمفروضات؛ لأنها تنقلب بشكل كبير على النفس والقلب وتعيد ترتيب الحياة الروحية.