أدولف هتلر
أدولف هتلر وُلد في 20 أبريل 1889 في مدينة بروناو آم إن، الموجودة على حدود النمسا العليا. انتقلت عائلته إلى لينز، وهي عاصمة النمسا العليا، في عام 1898. كان هتلر يتصارع مع والده بشدة بسبب رغبته في أن يصبح فنانًا تشكيليًا، في حين كان والده يفضل أن يلتحق بالخدمة المدنية في هابسبورغ.
بعث أدولف هتلر إلى المستشفى العسكري في بازهوفالك في أكتوبر 1918، بعد أن أصيب بالعمى الجزئي نتيجة هجوم غاز الخردل قرب إبير في بلجيكا خلال فترة تعافيه في المستشفى، وصلته أنباء الهدنة التي تم التوصل إليها في 11 نوفمبر 1918. بعد الحصول على الإذن، غادر هتلر المستشفى في نوفمبر 1918 وعاد إلى ميونخ.
في عام 1919، انضم هتلر إلى المكتب الإعلامي التابع للإدارة العسكرية البافارية، حيث كان مسؤولاً عن جمع المعلومات الاستخبارية حول الأحزاب السياسية المدنية وتقديم “تثقيف سياسي” للجنود بغرض محاربة الشيوعية. في أغسطس 1919، ألقى هتلر خطابه الأول المعادي للسامية بصفته أحد المدرسين في تلك الدورات التثقيفية. وبعد شهر واحد، بدأ في كتابة مقالات في الصحف تناول فيها الأيديولوجية العنصرية المعادية للسامية، حيث دعا إلى طرد اليهود من ألمانيا.
محاكمة أدولف هتلر
رفض أدولف هتلر وقادة الحزب النازي المشاركة في العملية السياسية في انتخابات فايمار، بل سعوا إلى إسقاط حكومة ولاية بافاريا التابعة لجمهورية فايمار. في 9 نوفمبر 1923 وقع الانقلاب الذي أُعرف بالبوتش حيث حاول هتلر وأنصاره الاستيلاء على السلطة في مدينة ميونخ. وبعد فشل الانقلاب، تمت محاكمة هتلر وبعض قادة الثورة بتهمة الخيانة العظمى.
استغل هتلر فترة المحاكمة لشن هجوم على نظام الديمقراطية البرلمانية وتعزيز القومية والعداء للأجانب. ورغم إدانته، تمت معاقبته بعقوبة مخففة، وأُطلق سراحه بعد قضاء عام واحد فقط في السجن. خلال فترة اعتقاله، بدأ هتلر في كتابة سيرته الذاتية “كفاحي”، التي نُشرت في عام 1926، حيث عبّر بوضوح عن رؤيته المستندة إلى العنصرية والداروينية الإجتماعية ودعا إلى الدكتاتورية داخل البلاد والتوسع العسكري واستيلاء المساحات السكنية في الشرق، مع تطهير هذه المناطق من سكانها الأصليين.
العملية السياسية
بعد الإفراج عنه من السجن، قام ادولف هتلر بتنظيم وتوحيد الحزب النازي وأعاد صياغة استراتيجيته السياسية لتشمل المشاركة في العملية السياسية والانتخابات. بدأ في إنشاء برامج تستهدف الناخبين الجدد والمستاءين، ووضع استراتيجيات لتسليط الضوء على مخاوفهم وآمالهم.
استخدم النازيون أساليب حديثة تعكس مشاعر الناخبين المحتملين، وشنوا حملة تهدف إلى تجديد القدرات الدفاعية الوطنية، واستعادة السيادة الوطنية، ومكافحة الشيوعية، وإسقاط معاهدة فرساي، والتخلص من النفوذ السياسي والثقافي الأجنبي واليهودي في ألمانيا.
ومع بداية الكساد الكبير في عام 1930، بدأت الأفكار النازية في الانتشار وكسب شعبية بين السكان الألمان. وعندما انهارت حكومة الائتلاف الرئيسية في مارس، حاولت الأحزاب الثلاث للطبقة المتوسطة الاستعانة بالحكم الدستوري الطارئ لعقد انتخابات برلمانية استثنائية، لكن دون جدوى.
ومنذ عام 1930 وحتى 1932، اعتمدت الحكومات الألمانية على التحكيم الرئاسي بدلاً من الموافقة البرلمانية.
تعيين هتلر مستشاراً لألمانيا
في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 1932، شهدت حصة النازيين انخفاضًا إلى 33.1٪، مما أدى إلى ضعف حملة هتلر وخلق أزمة سياسية ومالية في الحزب النازي. أنقذ المستشار السابق فرانز فون بابن هتلر، إذ اعتبر أن الخسائر الانتخابية جعلت النازيين أكثر عرضة للسيطرة من قبل النُخب المحافظة، وكان على استعداد للمخاطرة بجعل هتلر مستشارًا للائتلاف القومي النازي الألماني.
في يناير 1933، توصل فون بابن إلى اتفاق مع هتلر والقوميين الألمان، ونجح في إقناع الرئيس بول فون هيندينبورغ بأن ألمانيا لم تكن لديها خيارات أخرى، مما دفعه إلى تعيين هتلر مستشارًا في 30 يناير 1933.
بعد تعيينه مستشارًا، بدأ أدولف هتلر في وضع أسس الدولة النازية، واستغل كل الفرص الممكنة لتحويل ألمانيا إلى دكتاتورية الحزب الواحد.
في أغسطس 1934، توفي الرئيس بول فون هيندينبورغ، وفي هذا السياق، حصل هتلر على دعم الجيش بعد أحداث عملية الطائر الطنان في 30 يونيو 1934. واستغل هتلر هذه الفرصة لإلغاء نظام الرئاسة وتعيين نفسه قائدًا للشعب الألماني (Volk)، وأقسم جميع الأفراد العسكريين والموظفين المدنيين قسمًا جديدًا يتضمن الولاء الشخصي لهتلر بصفته الفوهرر (القائد). وعلى الرغم من هذه التطورات، استمر هتلر في شغل منصب مستشار الرايخ (رئيس الحكومة).