
أكدت منار سليم، زوجة الشهيد البطل أحمد منسي، أن لحظة الفراق هي أصعب شيء يمكن أن يُشعر به الإنسان، وهذا ما كان يهمها دائمًا. وأضافت أنه من المستحيل أن تحب شخصًا ويختاره الله للشهادة، مشيرة إلى أنها لا تمكن نفسها من أن تكون زعلانة عليه.
في مداخلتها الهاتفية مع الإعلامي يوسف الحسيني في برنامج “التاسعة” على قناة الأولى المصرية، أكدت منار سليم، زوجة الشهيد البطل أحمد منسي، أن الشهداء محظوظون ويحتلون مكانة عالية، وأن تركهم لنا فخرًا يعيش معنا دائمًا. وأضافت أنه من الصعب جدًا تجاوز لحظة الفراق، وأنها تشعر كأن زوجها استشهد بالأمس وليس قبل سنوات.
في تاريخ الأمم، تظل اللحظات التي ترتبط بالدفاع عن الوطن وحماية مقدساته لا تُنسى. فهي تشكل مصدر فخر لأمة لا تعرف الهزيمة أو الانكسار، وتُسطّر مجدها الدائم بأحرف من ذهب على جدران هذا الوطن العظيم.
في السابع من يوليو عام 2017، أظهر أبطال العزة والنصر من القوات المسلحة قدرتهم على حفر تاريخ مجيد على جدران هذا الوطن. هذه البطولات ستبقى تُروى للأجيال القادمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. سيتذكرون دائماً بطولات “جنود الله في الأرض” الذين تصدوا لمن أرادوا الدمار والخراب لهذا الوطن في معركة البرث العظيمة.
في منطقة البرث بمدينة رفح بشمال سيناء، سطروا رجال الكتيبة 103 صاعقة، بقيادة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي، ملحمة بطولية كبرى. خاضوا واحدة من أنبل المعارك العسكرية في تاريخ الأمة المصرية، حيث تحدوا مخططات الشر والإرهاب ونجحوا في تحقيق الانتصار للإرادة الوطنية الحرة.
في منطقة “البرث”، لم تكن الأجواء هادئة كعادتها، بل كانت مشتعلة بصيحات الله أكبر التي كان يرددها شهداء الكتيبة 103 صاعقة، خلال مواجهتهم مع العشرات من العناصر التكفيرية والإرهابية، بالإضافة إلى السيارات المفخخة التي كانت تستهدف أبطال الجيش المصري.
كانت الهدف من العناصر الإرهابية والتكفيرية الرائد أحمد منسي، الذي نجح في القضاء على العشرات منهم في شمال سيناء، بما في ذلك قيادات مهمة داخل التنظيم الإرهابي. وبسبب ذلك، أصبح “منسي” هدفاً رئيسياً للتنظيمات الخارجية في المنطقة.
“قادر منسي” لم يكن مجرد مقاتلاً بارزاً وقائد كتيبة في قوات الصاعقة المصرية، بل كان رمزاً للقوة والشجاعة والإنسانية. كان يتمثل شغفه الوحيد في خدمة الوطن، الذي يرفضه جماعات الضلال والتخريب.
رحل “منسي” ورفاقه تاركين أجسادهم، لكن أرواحهم الطاهرة تعيش معنا بقوة. قصص بطولاتهم أصبحت تُدرس كيف تصدى بطل هذا الوطن ورفاقه لجماعات الضلال والتخريب في ملحمة بطولية، سجلها التاريخ العسكري بكل شرف.
أقسم الله عز وجل بسيناء في كتابه، هذه الأرض المباركة التي استشهد فيها الكثيرون لحمايتها وصونها من المؤامرات والمخططات التي تُحاك ضدها.
في ذكرى ملحمة البرث وأبطال الكتيبة 103 صاعقة، لن ينسى المصريون تضحيات شهداء هذا الوطن في الحفاظ على ترابه المقدس.