أحمد شوقي من شعراء العصر
في هذا المقال سنتعرف علي أحمد شوقي من شعراء العصر، لذا عندما نتحدث عنه يجب أن نؤكد إلى أنه أحد أعظم الشعراء العرب في مختلف العصور، ووصل الأمر إلى إعطائه لقب “أمير الشعراء”، نظرًا لأن بعض الشعراء والأدباء قد قاموا بمبايعة في عصره على إمارة الشعر .
امتلك شوقي موهبة شعرية لا مثيل لها، وصفها البعض بالموهبة الفذة، وكان لا يجد أي صعوبة في نظم القصيدة، فاشتهر بأن المعاني تنثال عليه كالمطر، وأيضًا كان لا يتوقف عن إلقاء الشعر سواء ماشيًا أو جالسًا بين الأصدقاء، حيث تواجد بشخصية متغيرة، أحمد شوقي من شعراء العصر التاريخيين، حيث بلغ نتاجه من الشعر ما زاد عن ثلاثة وعشرين ألف بيتًا وخمسمائة آخرين، وهذا رقم على الأغلب لم يبلغه شاعر عربي بالعصر القديم أو الحديث.
ثقافة شوقي كانت متنوعة الأركان، فقد تفرغ لقراءة الشعر العربي عصر ازدهاره، وزامل كبار الشعراء بذلك الوقت، وداوم التركيز على كتب اللغة العربية والأدب، وقيل عنه أنه حفظ أبوابًا كاملة لبعض المعاجم، وأحب التاريخ ، ويظهر ذلك في الكثير من قصائده.
أحمد شوقي من شعراء العصر.. فكيف كانت بدايته؟
شهد عام 1868، مولد أحمد شوقي، في حي الحنفي بمدينة القاهرة، وكان والده شركسي وأم من ذوي الأصول اليونانية، ولكن جدته، التي كانت تعمل وصيفة في قصر “الخديوي إسماعيل”، قامت بتربيته والإشراف على نشأته كليًا.
في الرابعة من عمره فقط، التحق أحمد شوقي بالكتاب “وهو مكان لحفظ القرآن”، وبعدها أكمل تعليمه الأبتدائي، ومن صغره ظهر عليه الولع بالشعر، وهو ما جعله يتواجد بكثرة بين كبار الشعراء في بعض الدواوين، واستفاد بشكل كبير من خبرتهم وإجادته للشعر.
وعندما أتم شوقي الخامسة من عشرة من عمره، انتقل إلى قسم الترجمة في مدرسة الحقوق، وسافر “أمير الشعراء” إلى فرنسا ليكمل الدراسة القانونية التي بدأها، ورغم التواجد في مدينة باريس، إلا أن ذلك لم يؤثر فيه من حيث الثقافة الفرنسية إلا قليل .
أحمد شوقي خطف الأنظار بروعته الأدبية
أحمد شوقي من شعراء العصر، وهو أحد مؤسسي المدرسة التي تسمى بـ الإحياء والبعث الشعرية، رفقة كل من : محمود سامي البارودي، حافظ إبراهيم، أحمد محرم، علي الجارم، وتميز شعراء هذه المدرسة بتمسكهم بنظم الشعر العربي على خطى القدماء، وبالأخص الفترة ما بين العصر الجاهلي والعباسي، وأضافوا له أغراض شعرية لم تكن معروفة للقدماء، مثل الشعر الوطني والقصص المسرحي، الشعر الاجتماعي، ونظم شوقي الشعر بكل الأغراض من رثاء إلى غزل، مدح، حكمة، وصف.
لماذا سمي شوقي بـ “أمير الشعراء”؟قام عدد كبير من الأدباء والشعراء بمبايعة شوقي، ليصبح أميرًا لهم في حفل أقيم بمدينة القاهرة، وكان ذلك في عام 1927، وظل الجميع معجبًا به ويكن له التقدير الكبير، وذلك ليس فقط بين الأدباء والمثقفين، وإنما بين الناس جميعًا.
أحمد شوقي من شعراء العصر الذهبي، والذي كان قد جمع أشعاره في ديوان كبير سُمي بـ ” الشوقيات”، ويمتلك مسرحيات رائعة منها “قمبيز” و “مصرع كليوباترا”، “الست هدى”، “مجنون ليلى” و”البخيلة”، كما له روايات قوية مثل ” عذراء الهند”، بالإضافة إلى النظم الإسلامية والتي من بينها “نهج البردة”، وأيضا مقالات إجتماعية .
أحمد شوقي من شعراء العصر والعودة من فرنسا إلى مصر
“أمير الشعراء”، عاد إلى مصر، ليجد الخديوي عباس حلمي، جالسًا على عرش مصر، وقام بتعيينه في قسم الترجمة بالقصر، وأصبحت علاقته بالخديوي وطيدة، بعدما رأى في شعره حبًا لمصر وعوناً لها في الصراع ضد الإنجليز، ليكون أقرب إليه وذو منزلة مرتفعة لدية، وخاصة شوقي بمدحه الدائم، وظل أحمد شوقي يعمل بالقصر، حتى قام الإنجليز بخلع، عباس الثاني من عرش مصر، وإعلان الحماية عليها في عام 1941.
وتولى حسين كامل سلطنة مصر، وطالب الإنجليز من شوقي مغادرة البلاد، ليختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، مقيمًا مع أسرته في بيتًا جميلًا يطل على البحر المتوسط.
أحمد شوقي من شعراء العصر، وكان شعره في تلك الفترة التي سبقت النفي، يدور حول المديح، خاصة ما كتبه للخديوي عباس حلمي، دفاعًا عنه وهجاءًا لأعدائه، ويمتلك ديوان الشعر بقصائد كثيرة من هذا النوع له.
ومن ضمن مظاهر دفاع شوقي عن الخديوي عباس، في صراعه ضد الإنجليز، مهاجمته رياض باشا، رئيس النظار، وذلك عندما ألقى خطابًا عبارة عن ثناء في الإنجليز وفضلهم على مصر، ليقوم شوقي بمهاراته في قصيدة قوية، قال في جزءًا منها .
- غمرت القوم إطراءً وحمدًا.. وهم غمروك بالنعم الجسام.
- خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا.. أضيف إلى مصائبنا العظام.
- لهجت بالاحتلال وما أتاه.. وجرحك منه لو أحسست دام.
- أحمد شوقي من شعراء العصر الذين ارتبطوا بالعثمانيين.
أحمد شوقي من شعراء العصر، الذين ارتبطوا بالعثمانيين، وكانت مصر تتبع لهم، لذا أكثر من مدح السلطان عبد الحميد الثاني، ولما انتصر العثمانيين في حرب اليونان سنة 1315هـ – 1987م، كتب شعرًا رائعًا بعنوان ” صدى الحرب”، مشيدًا بانتصارات السلطان .
أحمد شوقي من الشعراء، الذين لم ينسوا الجانب الديني، فلم يكن ارتباطه بالترك صلة رحم أو رغبة في التقرب من أمير بعينه، ولكن كان صلة في الله، حيث كان يعتبر السلطان العثماني خليفة للمسلمين، موجودة بحالة جيدة يضمن وحدة البلاد الإسلامية ويجمعها، وهو كان إيمان العديد من الزعماء المصريين أيضًا.
وبتلك الفترة قام شوقي بإعداد قصائد رائعة في مدح الرسول” صلى الله عليه وسلم”، ومن أشهرها ” نهج البردة”، والتي قام فيها بعارضة البوصيري في بردته، وأعجب بها شيخ جامع الأزهر ” سليم البشري”، ولجأ إلى شرحها وتوضيحها.
تأثره بالمنفى أخرج جواهر أدبية.
وخلال فترة نفية، غلب على شوقي الحنين إلى الوطن، ولم يجد سبيلًا سوى الشعر ليعبر عن ما في داخله، وظفرنا بقصائد رائعة، لا تخلو من الصدق في العاطفة والجمال في التصوير، ومن أشهرها قصيدة ” الرحلة إلى الأندلس”، وقال بمطلعها،
صنت نفسي عما يدنس نفسي.. وترفعت عن جدا كل جبس.
أحمد شوقي من شعراء العصر المفضلين كثيرًا لمحبي الأدب والشعر، وبلغت قصائده التي يتحدث فيها عن مصر 110 بيتًا، أوضح من خلالها حنينه وشوقه لرؤيتها، حيث قال في جزءًا شهيرًا منها .
- أحرام على بلابله الدوح.. حلال للطير من كل جنس.
- وطني لو شُغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي.
- شهد الله لم يغب عن جفوني.. شخصه ساعة ولم يخل حسي.
عودة أحمد شوقي لوطنه
من جديد عاد شوقي لوطنه مصر في سنة 1339هـ – 1920م، واستقبله الشعب استقبالًا مهيبًا، واحتشد لأجله الكثيرين، وعلى رأسهم الشاعر الكبير حافظ إبراهيم.
وظل أحمد شوقي من الشعراء المحبوبين للجميع، ودام يعبر عن آمال العرب، ومعاركهم والقضايا التي تخصهم، ويتضح ذلك بشدة في قصائده بعنوان، “نكبة بيروت” و “نكبة دمشق”، وأيضًا ذكرى استقلال سوريا.
وفاة أحمد شوقي “أمير الشعراء”
بقي شوقي محل التقدير والإعجاب من الناس أجمع، حتى فاجأه الموت، بعد أن نظم قصيدة طويلة تخص مشروع القرش، وهو ما نهض به شباب مصر، لتنتهي مسيرته المظفرة في 13 جمادى الآخر – 14 من أكتوبر 1932م.