الدويري يشرح استدراج المقاومة لجنود الاحتلال
أوضح اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن نجاح فصائل المقاومة في قطاع غزة في تكرار نصب الكمائن واستدراج جنود الاحتلال الإسرائيلي يرجع إلى عدة أسباب.
وخلال تحليله للمشهد العسكري في غزة، أشار اللواء الدويري إلى أن نجاح الكمائن يعتمد على ظروف الزمان والمكان والمعطيات الميدانية المحددة، مؤكداً أنه لا يمكن تعميم تجربة واحدة على أخرى.
وأضاف أن هناك اختلافات في الجغرافيا والطقس وحجم وتسليح القوة الإسرائيلية المتوغلة، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى، بما في ذلك عنصر المفاجأة.
ومع ذلك، أكد الدويري أن سبباً مهماً آخر يكمن في مستوى القادة الإسرائيليين في الجيش (الضباط وضباط الصف)، مشيراً إلى أنهم “غير مؤهلين وغير محترفين، ولا يمتلكون خبرة قتالية”.
استشهد الدويري بتصريحات الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، التي أفاد فيها بأن الجيش الإسرائيلي فقد كفاءته ومهنيته خلال فترة رئاسة الأركان السابقة لأفيف كوخافي. ووفقاً لبريك، تحوَّل تركيز الجيش بشكل كبير نحو التقنية وسلاح الجو، على حساب التدريب التقليدي للجنود. هذا التحول، كما يضيف بريك، أدى إلى نقص كبير في التأهيل القتالي للجنود الإسرائيليين، وجعل الجيش غير مهيأ للقتال في المناطق المبنية والمعقدة.
ونبَّه الدويري إلى أهمية على الجانب الإسرائيلي النظر في خيار الانسحاب من قطاع غزة، خاصةً إذا استمرت التطورات التي تشير إلى تراجع الجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة. يُذكر أن هذا التراجع يُلاحظ منذ العملية البرية الواسعة التي جرت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشاد الخبير العسكري بالعبقرية الاستراتيجية للقائد القسامي الذي أُشرف على كمين بيت حانون الأخير، حيث كان قادرًا على التفكير والتحرك داخل عقل المخططين في جيش الاحتلال. ولاحظ كيف كان قادرًا على توقع خطواتهم وتفوقهم بخطوة.
وأكد الخبير العسكري أن كتيبة بيت حانون لا تزال تعمل بشكل فعّال، مشيرًا إلى أن “لا يمكن لقوة تفتقر إلى القدرة القتالية أن تقدم هذا العمل الرائع”. ووصف الكمين بأنه من بين أكثر الكمائن تعقيدًا التي تم إنشاؤها.
في مساء الخميس، نقلت الجزيرة مشاهد حصرية وأدلة جديدة حول العملية الاستثنائية التي نفذتها كتائب القسام في بيت حانون شمال قطاع غزة في نهاية مايو/أيار الماضي.
أثنى قائد في كتائب القسام، خلال مقابلة مع الجزيرة، على تنفيذ الكمين على مراحل، حيث استمر لمدة 26 ساعة متواصلة. وأكد أن قوات الاحتلال تقدمت نحو بيت حانون على المسار الذي توقعه مقاتلو القسام، ولكنها اضطرت في النهاية إلى التراجع بالكامل من المحور.